السلطة المطلقة الممنوحة لمشرفي الاحياء والحارات والمدعومة بالامكانات الهائلة والصلاحيات المطلقة هي مفسدة مطلقة تسيء للسلطة الرسمية وتعيق بناء اي دولة وتتعارض مع أي رؤية وطنية لبنائها. تلك الامتيازات التي وجدت للضرورة الظرفية فتحت الشهية أمام العاطلين في الحارات وابناء المسؤولين للانتساب اليها فتحولت الى شبكات من المصالح والمنافع ومرجعيات بايدي المتنفذين والمستفيدين. كم هائل من المشرفين خلق سلطة مترهلة ومتوغلة بسطت على أقسام الشرطة وحولتها الى أدوات قمع واعتقالات وتنفيذ توجيهات مزاجية وانتقامية بحسب اللون والهوية بإسم الدولة الرسمية. سلطة بطش تعتمد في بقائها على إحياء الفزاعات الامنية والبلاغات الكيدية والاعتقالات والاختطافات وملئ السجون بالمخفيين كجزء من رسائلها الى الجهات العليا لتعزيز استمرارها ووجوب بقائها. سلطة من المهنجمين بالطقومات والتفحيطات ومن زبائن المندي وقات المشرفين ومن خبرة الطيرمانات وجلسات الانس والاراجيل والتلصص على مجالس القات ومنشورات الفيسبوك وارسال التقارير. سلطة ارهبت المجتمع وملأت السجون بالبسطاء والمظلومين والشرفاء وادخلت الخوف والرعب في نفوس المواطنين وشوهت صورة الدولة الحقيقية ومنعت اي توجه لازالتها أو حتى التخفيف منها أو محاسبتها. لم يكن ابن اخي المهندس الشاب حسين عبدالله الروحاني أو ضحاياها ولن يكون آخرها ما لم تقف الدولة الرسمية وقفة حقيقية وجادة تجاه تلك الانتهاكات والممارسات وتبشر المواطنين واعطائهم بصيص من امل الدولة المنشودة. * من صفحة الكاتب بالفيسبوك