لا يمكن لشخص أو لجماعة أن تتخذ من تعز مصفاة للقبح، أو صندوق بريد لتبادل الرسائل السياسية بحسب هواه،كما يحاول البعض الآن،خاصة في ظل ما شهدته هذه المحافظة من ثورة حقيقية متوهجة، وما تزال. تعز التي ظلت ترزح تحت وطأة عبء عدم الكفاءات والمزاجية الفوقية زمناً طويلاً، يراد لها أن تبقى راضخة راكعة لزبائن سياسة الدفع المسبق،الرخيص. على شوقي هائل أن يمارس سلطته بحرية و امتياز،لأننا في النهاية سنأتي على مقولة الأديب ايميرسون، وسنتحدث بها «كل بطل يصبح في النهاية مملاً» وليس شوقي من يلعب دور البطل المنقذ الآن،بقدر المدة التي قطعها حتى اللحظة ،إذ ما يزال الوقت مبكراً والناس لم يتحدثوا عن البدايات بقدر النهايات. أي بالشكل البسيط جداً: الأمور بالخواتيم.ويكفي تعز ما لحق بها من أوجاع وشتات. فدعوه يعمل.. دعوه يمر..لنكن اليوم في صفه،وإن قصّر غداً علينا إدانته وردعه. إن المحافظ الشاب استطاع أن يحقق جزءاً واضحاً من هدوء تعز الداجن ويعيد شيئاً من رونق المدينة. هذه كانت بدايته، وحكاية المحافظ الملموسة،يجب أن يستحضرها الناس هنا، خاصة شبابها؛ضوء الثورة وعيونها المتيقظة، ولذلك إذا قرر شوقي إقالة مدير الأمن أو مدير السجن أو حتى مدير حديقة الحيوانات في تعز فالأمر بيد المحافظ وليس غيره،ممن يستشيطون غيظاً وغضباً من كل شاردة وواردة. دعونا ننتظر ما الذي سيقدمه الرجل،ثم نذهب بعدها للوم والمتابعة، أو الحديث عن العسف.واستحضار بقايا هذيان سياسي مريض،عن بقايا فلول و هرطقات لم تعد مجدية في هذه اللحظة، كما أن وطأت الانتقال في البلد عموماً وتعز على وجه الخصوص، من زمن إلى آخر يجب أن يكون حقيقياً ويشعر به الناس بشكل جدي، دون محاباة أو استجلاب للعواطف. الملاحظ الآن أن الناس بدأوا يشعرون أنهم يبادلون المسئول الأول في المحافظة الحب،و كما يجب،لأنهم ببساطة ايقنوا أنه الرجل المناسب لإدارة شؤون المحافظة، ويجب أن يتمكن من العمل وفق الاستقلالية والحرية المطلقة. ربما أحس أبناء تعز بأن واقعهم بحاجة لشخص كشوقي؛ الإدارة نهجه للنجاح وتحقيق متطلبات وفقها ضرورة حتمية. لم تعد تعز بحاجة إلى شخصيات من المهنجمين أو المفحطين وأصحاب الرتب،الأمر مختلف تماماً، بعد الربيع ليس كما قبله. ويجب أن يكون خريف كل القوى الساقطة التي تحاول مراراً العبث وخلق المتاهات بغرض إحداث الجلبة. إن الضجة التي يراد منها استهداف المحافظ الآن تبدو غير مبررة، وليست سوى تخبط مصطنع،ومحاولة تشتيت جهود المرحلة الراهنة،التي شعر الناس في تعز بحلحلة الوضع معها، فبدلاً من أن تذهب الجهود في خدمة المحافظة بناسها المسحوقين،يشكل البعض جبهاتهم العريضة متمترسين خلف نزواتهم الضالة. عندما جاء شوقي هائل إلى كرسي المحافظة قلنا بأنه «واحد مننا» وليس لأنه مسنود بقوة المال التجاري للأسرة المعروفة، ولا لأنه من بقايا الفلول كما حاول البعض النيل منه، ولكن لأن شوقي هائل واحد من الجيل الشاب الذي عرف بتفانيه في مهامه في موقعه في المجموعة التجارية، وأيضاً في المجلس المحلي. لذلك لا داعي لكل هذه المعارك الخاسرة الفجة،كمن يحاول أن يشوش على العقل الجمعي عن أبناء هذه المحافظة،القادرين على الفرز بما يخص حياتهم ومقدرتهم على تمييز الغث من السمين.