كشف تحقيق استقصائي عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها نزلاء يمنيون في عدد من سجون المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي نظرا لعجز الحوثيين عن توفير محاكمات عادة ومنصفة لهم ولطول فترة التقاضي. التحقيق الذي أعده الصحفي وائل شرحة بدعم من شبكة إعلاميين من أجل صحافة استقصائية عربية "أريج" استعرض عدد من قصص لنزلاء قضى بعضهم عشر سنوات دون ان تستدعيه المحكمة ولو لمرة واحدة ما أدى إلى بقائهم في السجن عشرات السنين دون أن يصدر في حقهم حكم قضائي. ونجح الصحفي الاستقصائي شرحة من اختراق تحصينات المليشيا وأجرى عدد من المقابلات المصورة "فيديو" في السجن المركزي بمحافظتي صنعاء و الحديدة نقل من خلالها الوضع الكارثي الذي تسببت به جماعة الحوثي المدعومة من ايران لنزلاء السجون اليمنية. وبحسب ما ورد في التحقيق الذي نشر تحت عنوان " سجناء الإجراءات .. رهائن أبديون " فإن عدد من الأسباب أنتجت هذا الوضع الكارثي منها عجز المليشيا عن توفير سيارات لنقل المتهمين من السجون إلى قاعات المحاكم بالإضافة إلى عدم قدرتها على توفير أبسط الاحتياجات مثل القيود ما يؤدي إلى تأجيل جلسات المحاكمة. كما اورد التحقيق أسباب اخرى منها إهمال نيابات سجون المليشيا في القيام بعملها من خلال متابعة ملفات المتهمين وقضاياهم وإحضارهم في المواعيد إلى قاعات المحاكم. وبينما أتهم بعض النزلاء قضاة المليشيا بالإهمال والتغيب وعدم احترام مواعيد عقد الجلسات، إضافة إلى قيام المليشيا بتغيير القضاة بشكل مستمر في مخالفة للقانون الذي تنص إحدى مواده على عدم تغيير القضاة قبل أن تمر خمس سنوات على تعيين القاضي في منصبه، أتهم نزلاء أخرون بنيابات السجون الحوثية بإضاعة ملفاتهم ويقضون الآن سنوات في السجون دون أي محاكمة. كما تطرق التحقيق إلى ازدحام النزلاء في سجون المليشيا التي أصبحت مكتظة إذ لا تتناسب أن مساحة السجن مع عدد السجناء حيث بلغ عدد النزلاء قيد المحاكمة 2075 موزعون في سجون 14 محافظة 11 منها في المحافظات التي تقع تحت سيطرة المليشيا.