قالت مصادر مطلعة بالعاصمة صنعاء، اليوم الثلاثاء، أن قيادات رفيعة بمليشيا الحوثي، توعدت كافة المشائخ الموالين للحكومة اليمنية المعترف بها بمحافظة مأرب، بعد وقوفهم بوجهها الى جانب قوات الجيش اليمني وافشالها لمخططاتهم المدعومة من إيران. وذكرت المصادر ل " المشهد اليمني " أن المليشيا أعدت قائمة بأسماء المشائخ الذي وقفوا الى جانب إخوانهم أبطال الجيش في الدفاع عن مدينة مأرب، و حددت إحداثيات منازلهم تمهيدا لقصفها بالصواريخ. وقبل أيام عمدت المليشيا الى استهداف الحي السكني الذي يقع فيه منزل الشيخ القبلي بن غريب، بصاروخ بالستي ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين العزل. ويرى الباحث ماجد المذحجي، في مقال تحليلي نشره مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن مدينة مأرب هي عاصمة القبائل السنية الشافعية القوية مثل مراد وعبيدة والجدعان وغيرها. ويؤكد المذحجي أن لدى هذه القبائل المأربية إحساس عالٍ بهويتها السنية، ما يضعها على خلاف مع الحوثيين “الشيعة” الزيديين. فمثلاً قبيلة مراد البارزة ترى أن في الوعي الضمني للحوثيين موقفاً منها لأسباب لها علاقة بالتاريخ، حيث قُتل الإمام علي بن أبي طالب (الأب الرمزي لكل الطوائف الشيعية في العالم الإسلامي بما في ذلك الحوثيين) على يد شخص من أفرادها، عبد الرحمن بن ملجم المرادي، عام 661. وفي التاريخ الأقرب، قُتل الإمام يحيى حميد الدين، ملك المملكة المتوكلية اليمنية على يد الشيخ علي ناصر القردعي، أحد أبرز مشايخ قبيلة مراد، في حادثة مهدت لما عرف بثورة الدستور عام 1948 والتي أحبطها الإمام أحمد، نجل الإمام يحيى. واعتبر المذحجي أن التحدي القبلي في مأرب للحوثيين هو الأهم في معادلة الصراع على المحافظة، ذلك أن الحوثيين لم يكن لهم القدرة على الوصول إلى تسويات مع القبائل بالطريقة التي اعتادوها مع قبائل المحافظات الأخرى، في الجوف والبيضاء مثلاً، ويعني ذلك أن عليهم الاصطدام عسكرياً بالقبائل، وهذا صعبٌ ومعقدٌ ومكلفٌ عسكرياً بالنسبة لهم. تقاوم قبيلة عبيدة هجمات الحوثيين في الشق الصحراوي في الحدود الشمالية للمحافظة مع الجوف. وتقاوم قبائل مراد والجدعان في مناطق مجزر وصرواح وقانية، الحدود الجنوبية والغربية للمحافظة، وظل عبء الهجوم الحوثي على هذه المناطق عالياً خصوصاً على قبيلة مراد. وأحد أهم أهداف الحوثيين الضمنية هنا هو رفع الكلفة البشرية على قبيلة مراد، وما يُرجى منه، هو إثارة غضب القبيلة تجاه فكرة بسيطة، وأنها تدفع التكلفة في المقاومة ولا تحصل على امتيازات في المقابل داخل المحافظة. ولكن كما يبدو فإن إحساس قبيلة مراد بالعداء تجاه الحوثيين هو أعلى من إحساسها بالغبن تجاه منافسها الرئيسي قبيلة عبيدة بسبب ما تعتبره استبعاد سياسي عن صنع القرار في المحافظة. ونوه المذحجي بأن قبائل مأرب تتحمل العبء الأكبر في قتال الحوثيين.