فارق ستة من الأردنيين حَياتهم صباح اليوم نَتيجةً لانقطاع الاوكسجين في أحد المُستشفيات لمدة ساعتين ، لم تَمضِ - ساعات - على الحادثة حتى تفاجئ الجميع بحضور المسؤول الأول عن المواطنين ( مَلِك البلاد ) مرتدياً بدلته العسكرية - في إشارة إلى الجاهزية وإعلان حالة الطوارئ - ليُقال أمام مرأى ومَسمع الجميع كُل من له علاقة بالحادثة سواءً كان مسؤولاً مسؤولية مُباشرة أو غير مُباشرة. تم إعلان حالة الطوارئ في عموم المستشفيات ، وتمت إقالة وزير الصحة و تم إنهاء خدمات مدير المستشفى و إيقاف مدير المنطقة الطبية عن العمل و تم تشكيل لجنة عسكرية طبية للتحقيق في الحادث مع توقيف عدد كبير من المسؤولين عن الحادثة ، وقبل قليل أعلنت الحكومة ممثلةً برئيس الوزراء أنها تتحمل المسؤولية - كاملةً - عن هذا الحادث. هُنا تَبرُز الإختلافات بين الشعوب بسبب إختلاف - حُكّامها - فعندما يَكون هُناك رَقابة ذاتية لدى المسؤول سواء كان ذلك في دُكّان بسيط أو وزارة سيادية فستختلف النتائج تماماً و ذلك بإختلاف المسؤول كُلٌ في موقعه. وهُنا تَعود بي الذاكرة لِتَرسم في مُخيلتي آلآلاف اليمنيين في الداخل و الخَارج و الذين نَهشتهم مَرارة الأيام و جَور السِنين وذلك بسبب خُذلان المسؤول وتَناسيه قول رسولنا الأكرم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ)..كَلمات إن طَبقناها لأختلف مَنظور - الراعِ و الرعية - عن معنى أن تكون مُواطن يَمني . والله ما في اليَد حيلة ، و لكن سيأتي اليوم - عاجلاً أم أجلاً - الذي يَشعر به المواطن اليَمني بإن أقل حقوقه هي أن يَعيش - كإنسان - مثل غالبية أقرانه في هذا الكَوكب ، فالتعليم حَق و الخدمات الصحية حق ، والقضاء العادل حق ، ولِكُل من يَشمت بحالنا نحن اليمنيين أقول له : هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ. عبدالله ساري