الانتقالي اليوم هو تجسيد للعصبوية المناطقية التي فجرت الجنوب وتجربته في السبعينات والثمانينات .. ولكن بعد أن أصبحت عارية من الايديولوجيا التي كانت تغطيها سابقا. تبرأ الانتقالي من الاشتراكي والاشتراكية، الغطاء السابق لهذه العصبوية المناطقية المرضية، فظهر عاريا من أي غطاء. تبرأو من فتاح مؤسس دولتهم ، التي يزايدون اليوم بشعارات استعادتها! ، بل ووصفوه بالمندس على الجنوب ، ووصل الأمر بالمنظِر مسدوس أنه حاول أن يعيد كل صراعات الجنوب الى " الفتنة " بين الجنوبيين التي كان يقوم بها " الشماليين " داخل الحزب!! هل يوجد مرض أسوأ من هذا ؟! أن يتنكروا لأجمل ما في تاريخهم ؛ الروح الوطنية التي تشكلت في عدن ؛ ويعتبروها " اندساس شمالي!" ومن هو المندس بنظر هذا التعصب المريض ؟ إنه فتاح مؤسس الحزب والدولة والتجربة والمشروع الوطني ، المشروع الوطني الذي لم يكن ممكنا قيام دولة في الجنوب بدونه ، ولم يكن الجنوب ليتمكن من تجاوز السلطنات وألغام الاستعمار البريطاني بدونه. هل جرحهم كلام العطاس ؟! لقد قالوا وفعلوا ماهو أسوأ بكثير من ذلك. لا يوجد ترف في الخيارات اليوم في العام الواحد والعشرين بعد الالفية الثانية يا يمن ديمقراطي اتحادي موحد بدولة قانون لجميع مواطنيها.. يا إما التذرير .... وبايجزع ملح لن نعود لدولتين ... وإنما لدويلات فشلت الدولتان عندما كانتا جمهوريتان تمثلا ثورتي سبتمبر وأكتوبر .... فما الحال بتفكك اليمن إلى دويلات في ظل هكذا معطيات تعيدنا إلى دهاليز الماضي والقرون الغابرة !!.
