كشفت مصادر عسكرية، عن انتكاسة حقيقية لقوات الجيش الوطني، بعد سقوط آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة الاستراتيجية بيد مليشيا الحوثي الانقلابية، الأيام الماضية. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر عسكرية قولها؛ إن التقدم العسكري لمليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة البيضاء الاستراتيجية، شكّل انتكاسة حقيقية لقوات الجيش، التي كانت قبل أسابيع بدأت عملية هجومية لتحرير المحافظة، غير أنها فشلت نتيجة عدم وجود إسناد ودعم. وأشارت المصادر، إلى أن تقدم مليشيا الحوثي، جاء بعد سلسلة هجمات تمكنت فيها المليشيات من السيطرة على مركز مديرية الصومعة في البيضاء، آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، وتهديد محافظتي أبين وشبوة جنوبي البلاد. والخميس الماضي، تمكنت مليشيا الحوثي من السيطرة على آخر معاقل الحكومة اليمنية في البيضاء، وأعلنت المليشيات استكمال سيطرتها على ما بقي من مالحافظة، بعد عملية عسكرية واسعة أطلقوا عليها اسم "فجرُ الحرية". وتعد البيضاء واحدة من المحافظات الاستراتيجية، التي يحرص على كسبها طرفا الصراع، بفعل المميزات الكثيرة التي تتمتع بها، فالمحافظة، التي تتكون من 20 مديرية، توصف بأنها قلب اليمن كونها تتوسط بين شمالي البلاد وجنوبها. وتحاذي البيضاء، أربع محافظات جنوبية هي أبين ولحج والضالع وشبوة، إضافة إلى محاذاتها لأربع محافظات شمالية هي مأرب وإب وذمار وصنعاء. وجاء تصعيد العمليات العسكرية بعد أيام من بدء المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ مهامه رسميا، كرابع مبعوث أممي إلى البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سبع سنوات. وتزامنت معارك البيضاء مع مواجهات عنيفة شهدتها محافظة مأرب النفطية وسط البلاد، استطاع فيها الحوثيون هذا الشهر السيطرة على مديرية رحبة جنوبي المحافظة. كما تأتي هذه التطورات، وسط استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السعودية، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ما يشكل عائقا أمام استمرار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب.