مأرب ليست آخر قلاع الجمهورية، ولا قلعة جمهورية حتى. هي إحدى أعتى قلاع القبيلة في اليمن. وهذا ليس انتقاصا منها. فهي هكذا، وكانت هكذا دائماً. محكومة بسلطاتها الاجتماعية، ومحافظة على عزلتها الثقافية، واستقلالها عن الدولة. وهذا هو شرفها التقليدي الذي تقاتل بشراسة دفاعاً عنه، في كل مرة تشعر بالتهديد، كما في هذه الحرب، فرغم تسمية الأشياء بغير أسمائها، إلا انها بالنسبة لمأرب حرب قبيلة ضد ما أصبح دولة. وحسب المثل. حرب القبيلة ضد الدولة عسر، فقد تسقط مأرب في أي لحظة، لأسباب موضوعية تتعلق بتفوق الحوثي عسكريا، وخذلان الشرعية. لكن مثل هذه الهزيمة لن تكون عارا على مأرب مقارنة مثلاً بهزائم الإخوان والشرعية في نهم والجوف وشبوة.. هناك فرق: بين المرتزقة وأبناء القبائل، بين منهزم جبان بلا قضية سلم سلاحه وموقعه وفر في بداية المعركة، وبين منهزم شجاع، يدافع عن وطنه الخاص، بذل كل ما في وسعه، وصمد حتى الأمل الأخير والطلقة الأخيرة.