يروى أن أحدهم كان يذهب متحزماً بكامل عدته لصيد حيوان الوعل، و كان يتربص له و يضع له المصايد عند الغيل و لم يستطع اصطياده ، ذهب مرات عديدة و يوم وراء يوم، ولكنه كان يعود بيدين فارغتين، و في يوم من الأيام خرج فقط للتنزه عند الغيل لم يكن معه بندقه و جلس يتأمل، و بينما هو كذلك إذا بالوعل ينزل أمامه و يشرب من الغيل و بعد أن شرب ابتل دقنه فكان يهز رأسه و دقنه و كأنه يغيظه، فتنهد الرجل و هو يمسك كتفه الفارغ من البندقيه و قال له : ما اليوم " هز دقنك يا وعل " ، و أصبحت كلمته مثل شعبي يضرب عندما يأتيك من يتقوى عليك وهو يعلم أنك غير مستعد له.. عندما يتخلى الصياد عن بندقيته لابد أن تستهزء به الفريسة، عندما يتخلى الشيخ عن رعيته فإنه سيصبح ملطشة (للرايح و الجاي) و يجد نفسه أخيراً بلا مشيخ ، عندما يتخلى الصاحب عن أصحابه فبالتأكيد ستستهزأ به خصومه، و لكن الاشد و الانكى من ذلك هو عندما يتخلى القائد عن رجاله، ليس لأجل نزوات شخصية بل نزولاً عند رغبات عدوه ، هنا لم يعد الموضوع استفزازاً أو مجرد استهزاء، بل تعداه إلى أن عدوك ينتف شعر دقنك واحدة بعد الأخرى لأجل اللحظة الاخيرة ، و بعدها ستفتش عن عدتك عن سلاحك عن رجالك و لن تجد شيئاً و لن تستطيع حينها حتى هز دقنك أمام عدوك لأنك صرت بلا دقن.. إن كنت صياد فلا تترك بندقيتك لأن الفريسة ستلوح أمامك في لحظة ما ، لا تدع الوعل يستهزء بك، و لا تدع رمزيته تغطي على هدفك، كما لا يجب أن تغتر لدقن الوعل و هزته بل يجب أن تحقق ما تريد، لا تسمح لنفسك أن تستفزك فريستك و لا تقعد أمامها مسلوب الإرادة، متحججاً أنك نسيت سلاحك، بل انهض و استخدم الأرض و كل مافيها لتصل مبتغاك، اقذف الحجارة، اقفز عليه، عضه باسنانك، المهم لا تعاتب فريستك بل انقض عليها، إن أنت أخطأت في الأولى بنسيان عدتك فلا تخطئ في الثانية بإلقاء اللوم على العدة..كن جباراً و ابطش بطشتك أو فأقعد في بيتك..