لقد كشفت جماعة الحوثي عن هشاشتها وضعفها وأن هناك من يحركها، وهي تستجدي "مصر" وتتعهّد بعدم التعرض لمصالحها في مضيق باب المندب كما نشر موقع "العربي الجديد". قبل فترة التقى المصريون وفدا حوثيا بحسب وسائل إعلام مختلفة وهددوه وتوعدوا الجماعة في حال المساس بمصالح مصر، ولم تصرح جماعة الحوثي بحرف واحد لأنها تعلم العاقبة جيدا، وهنا ذهبت أسطورة الحوثي أدراج الرياح. ذهبت كل "الهنجمة" الحوثية والوعيد وفكرة أنها جماعة ستواجه العالم وأمريكا وإسرائيل والبلبلة الإعلامية والشعارات المرعبة بمجرد "قلبة صورة" من ابسط ضابط مصري. هذا الإجراء يثبت للتحالف كم هي جماعة الحوثي ضعيفة وهشة وبإمكان "قلبة صورة" وتحرك جاد من أي أحد يمتلك القوة ستأتي إليه مذعنة أو سيتمكن من إيقافها خلال أقصر وقت، لكن البعض صنع منها بعبعا وأعطاها حجما أكبر من حجمها وأوهم الناس أنه لا يمكن لأحد التصدي لها، وعمل على إطالة أمد الحرب معها حتى شعر الناس وشعرت هي أنه لا يمكن لأحد مواجهتها، الأمر الذي دفع إيران وغيرها إلى دعم هذه الجماعة عندما لم يحسم التحالف الأمر معها منذ سبع سنوات حتى اليوم، فضعف من يواجهون جماعة الحوثي أو استهتارهم إن صح التعبير في دعم الجيش لإيقافها فتح شهية كل أعداء دول الخليج ليدعموا هذه الجماعة من أجل مصالح مختلفة، أولها إيجاد مُهدِّد يستطيعون من خلال ابتزاز هذه الدول. الحجم الحقيقي لجماعة الحوثي هو كما ترونه اليوم وهي تستجدي القاهرة رغم التهديد والوعيد المصري لها، فكيف لنا أن نتحدث عن أنها لا تُقهر؟ عموما الحوثيون إن لاقوا الشدة والضرب بيد من حديد، والله الذي لا إله إلا هو أنهم سيتوقفون ولن ينفعهم أحدا وستتخلى عنهم كل الدول التي تدعهم الآن بعد أن يرونهم ضعفوا، فهل يستطيع صناع القرار أن يشدوا الأمر ضد هذه الجماعة كي يروا كيف ستنخرط أساطيرها كالمسحبة؟ أم أن النية ما زالت مدفونة؟ يجب أن يعلم الجميع أن هذا وطننا وليس وطن أحدا غيرنا، ونحن من نتحمل مسؤولية وإصدار قرار تحريره والدفاع عنه من القتلة ومصاصي الدماء بقوتنا وليس غيرنا.