أراجع السيرة النبوية والأحاديث الشريفة الصريحة ومواقف الرجال الصادقين الأبطال منذ اللحظة الأولى لإعلان رسول الله فكرة النبوة والإصطفاء الإلهي له حتى لحظة وفاة الرسول. وجدت أن رسول الله قد ألمح إلى فكرة الولاية دون التصريح بها علنا.. نعم ألمح بها إلى أبي لكر الصديق وقال: مروا أبا بكر فليصلي بالناس.. فصلى بهم 9 أيام متواصلة، وألبسه رسىول الله خاتمه وهو أشبه بتاج المُلك. وهو أول من أسلم من الرجال وأول المصدقين برسول الله ورفيقه من البعثة إلى الممات وثاني اثنان في الغار، ورفيق الهجرة الخطرة، وأسرته كاملة من تولت تأمين مسار الهجرة وخطتها وسلامتها، وهو من شارك مع رسول الله في كل المعارك بلا استثناء، وعم رسول الله "والد زوجته عائشة". وهو من قال عنه رسول الله لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لأتخذت أبابكر خليلا، وقال عنه أول من يدخل الجنة من أمتي أبابكر، وقال عنه لو وضعت أعمال أمتي كلها في كفة وأعمال أبي بكر في كفة لرجحت كفة أبي بكر. الحديث في فضائل أبي بكر طويل وكبير ويكفي أن أمره رسول الله أن يصلي بالناس ويصلي رسول الله نفسه خلف أبي بكر، ويكفي أنه الوحيد الذي أجمع على خلافته جميع صحابة رسول الله بلا خلاف. هذه المقدمة المقتضبة تدفعني إلى الاقتناع بولاية أبي بكر وأنه ولي رسول الله ووصيه، وأن هذه الولاية والوصاية انقطعت انقطاعاً تاماً بعد وفاته.. فلا ولي ولا وصي بعد أبي بكر لا من سلالته ولا من سلالة غيره.
