مقالات الخضر سالم بن حليس كثيرون لا يصنعون مبادئهم، يكبرون على ما اعتادوا عليه دون غربلة لمنتجات البيئة ومصانعها فيهم، وكثيرون لايقدمون لصياغة مبادئهم إلا في أوقات متأخرة من مسيرتهم، ولا يلقون لمن بعدهم شيئا من حصاد السنين. تأملت كثيرا فإذا الجملة بغير مبادئ، سلوك مستنبت صنعته البيئة أو التربية الخطأ، وتناقلته العوائد والواقع السائد، وتمضي الحياة على الندرة، وتنقرض أخلاق الأنبياء. هنا شيء من مفتقد، ويتعين الإكمال: لا تتعمد إزعاج أحد، ولا تكن شريكا في إيذائه حتى بالمزاح. من بادر بالسوء فبادر بالاحترام ما لم فالإدارة بالصمت. اجعل مبدأك الحياتي ألا تشارك في معارك السباب، ومنحدرات التجريح، صادراتك الوحيدة: منطق حسن، وتعبير هادئ، مهما كانت أحجام الاستفزاز. درِّب نفسك على حفظ (مساحة الود) وحراسة حدودها مهما تطاير شرر النقاش. وطِّن نفسك أن تكون مصدر العطاء لا الأخذ، وصاحب الوصل لا القطع، وموطن الشكوى عند احتدام الهموم، ومضخة الإلهام عند انعدام الفرص، ومأوى الباحثين عن كنف الراحة والتطمين. لا تقابل بالمثل إلا بالفضل، فالقيم لا تخضع للمقايضة وليس الواصل بالمكافئ. من أولى مهامك اليومية كيف تنتج السعادة، وتبدد الهموم. افتح منافذ المخارج للمخطئين، واستوعب كبريات مزالقهم. أهيب بك أن تتقصى مواطن الحكمة في علاقتك الاجتماعية وأدوارك الحياتية، وأن تخلق حولك أجواء المثالية الإنسانية المزبورة في سير الحكماء. فإذا جاء وقت التطبيق، فليس سوى قرار، ومحاولة، وانضباط. 1. 2. 3. 4. 5.