أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، على أهمية دور نماذج المحاكاة في زيادة الوعي المجتمعي بقضايا المناخ، وما يمثله التغير المناخي من تهديد حقيقي لمسارات التنمية المختلفة وتاثيره على محاربة الفقر وتوفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي. جاء ذلك خلال مشاركته في ختام نموذج محاكاة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين الذي نظمته الجامعة البريطانية في مصر بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشباب والرياضة والسفارة البريطانية بالقاهرة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وذلك بمشاركة دكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة، وأليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر، وجاريث بايلي، السفير البريطاني لدى القاهرة. وأشار محيي الدين إلى استطلاعات رأي دولية أظهرت مؤخراً أن 49 بالمئة من البشر لا يعتقدون أن التغير المناخي يمثل أزمة حقيقية، وهو الأمر الذي يجب مواجهته بتعزيز الوعي بقضايا المناخ وتأثيرها على مسارات التنمية المستدامة. وأوضح أن نموذج المحاكاة الذي أقامته الجامعة البريطانية في مصر ناقش موضوعات حيوية وهامة، وأبرز مدى وعي الطلاب وقدرتهم على تقديم الحلول، كما أظهرت المحاكاة أهمية العمل الجماعي والتعاون، وهو ما يحتاج إليه العالم حالياً لمواجهة مختلف التحديات بما في ذلك تحديات المناخ. وأفاد محيي الدين، في هذا الصدد، بأن العالم يعاني من أزمة ثقة، وقصور في أوجه العمل المشترك والتعاون، وضعف الإرادة السياسية لدى بعض الدول، الأمر الذي يجعل الدول النامية تفتقد للتمويل اللازم للعمل المناخي والتنموي، فضلاً عن عدم تزويدها بالتكنولوجيا اللازمة لتحقيق التحول الأخضر. وشدد محيي الدين على أهمية التركيز على الدور الحيوي والكبير للقطاع الخاص والمجتمع المدني في تمويل وتنفيذ العمل المناخي، والتعامل مع عنصري التمويل والتكنولوجيا بوصفهما جناحي التحول الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يتطلب تعاوناً على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية. وأكد رائد المناخ على ضرورة التعامل مع أزمات المناخ بتوجه شامل يهتم بأبعاد العمل المناخي الأربعة التي حددها اتفاق باريس للمناخ عام 2015 وهي تنفيذ إجراءات التخفيف والتكيف ومعالجة الخسائر والأضرار وتمويل العمل المناخي، مشدداً على أن عدم وضع العمل المناخي في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى سيكون له نتائج سلبية على مختلف مسارات التنمية. وشارك محيي الدين في جلسة محاكاة قام فيها الطلاب بتمثيل عدد من المنظمات والأطراف الدولية الفاعلة في مجال التنمية والمناخ، حيث أكد أن حالة التغير السريع التي يعيشها العالم تتطلب تبني نظرة مستقبلية لمشكلات المناخ والتنمية وسبل التعامل معها وإيجاد الحلول العملية لها والبدء الفوري في تنفيذها. وأوضح أن تغيير الافكار والسلوكيات على مستوى الأفراد والمنظمات والدول هو أمر شديد الاهمية إذا ما أردنا تحقيق نتائج تؤدي إلى واقع مختلف. بدوره، رحب دكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، بمشاركة الدكتور محمود محيي الدين في نموذج المحاكاة، وقال إن الجامعات هي منبع الحلول العلمية وهي مراكز الفكر للمجتمعات، موضحاً أن الجامعة البريطانية في مصر تسعى لتكون رائدة من حيث تعزيز دور المؤسسات المجتمعية والمدنية في مختلف المجالات والاضطلاع بمسئوليتها في مواجهة الأزمات. وأفاد بأن الجامعة أطلقت عدداً من الأنشطة قبل مؤتمر شرم الشيخ بهدف زيادة الوعي بين الطلاب بملف المناخ وأهمية رئاسة مصر لهذا الحدث شديد الأهمية، موضحاً أن معرفة الطلاب بقضايا المناخ زادت بصورة كبيرة خلال العمل على نموذج المحاكاة.