القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    تبعات الضربة الإيرانية على إسرائيل    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    الكيان الصهيوني و «تدمير الذات» سيناريو الحرب الكبرى وعبث نتنياهو الأخير!!    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بحمى الضنك في محافظتين يمنيتين    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    مسؤول روسي يؤكد أن موسكو يمكنها التوسط بين "إسرائيل" وإيران لتسوية الصراع وماكرون يعلق    إيران تستهدف العقل العلمي للاحتلال    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    مرض الفشل الكلوي (8)    الرزامي: أكبر صرح طبي في اليمن ينهار    تعيين غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    إيران تستهدف اسرائيل برشقة صاروخية جديدة    الاطلاع على سير العمل في الوحدات التنفيذية التابعة لمصلحة الضرائب    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    شعب حضرموت يفسخ عقد الزريقي    بدء حملة كلورة للمياه في ذمار    رئيس الوزراء يوجه بسرعة إطلاق العلاوات للجامعات والتربية والتعليم والصحة    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    يوفنتوس يجهز عرضًا ضخمًا لجيوكيرس    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    معهد وايزمان تدميره أفقد إسرائيل مكاسب كثيرة    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    محافظ ابين يوجه بمعاينة طريق ثرة والرايات البيضاء تواصل حوارتها لفتح الطريق    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    الضالع.. رجل يفجّر قنبلة داخل منزله ويصيب نفسه وثلاثاً من أسرته    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    كسر وجراحة.. إمام عاشور خارج المونديال    العرب ومآلات الحرب الإيرانية الإسرائيلية:    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    بعد أيام من حادثة مماثلة.. وفاة 4 أشخاص إثر سقوطهم داخل بئر في إب    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    - اليك السلاح الفتاك لتقي نفسك وتنتصر على البعوض(( النامس))اليمني المنتشر حاليآ    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدث مثل اليوم 26 رمضان.. موقعة حطين واسترداد بيت المقدس والمسجد الأقصى ومعركة بلاط الشهداء ووفاة ابن خلدون
نشر في المشهد اليمني يوم 17 - 04 - 2023


المشهد اليمني
المشهد اليمني - رصد خاص
يصادف اليوم 26 رمضان، العديد من الأحداث المهمة في التاريخ ، وفيما يلي نسرد لكم جانبًا من تلك الأحداث:
9 ه - عاد النبى -صلى الله عليه وسلم- بالجيش الإسلامى من غزوة تبوك، قافلًا نحو المدينة، وقد تخلف عن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبى دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه.
12 ه - القائد والصحابي أبو عبيدة بن الجراح يكتب إلى الخليفة أبو بكر الصديق بالمدينة المنورة أن الجواسيس من الأنباط أعلموا المسلمين باستنجاد أهل الشام بالإمبراطور البيزنطي هرقل، وأنه أرسل إليهم إمدادات للحيلولة دون تقدم المسلمين.
114 ه - بعد أن فتح العرب المسلمون أسبانيا عام 92 ه، وأستتب الأمر هناك للخلفاء الأمويين، حاول بعض قواد الجيش الإسلامى التوغل إلى فرنسا، فكانت أولى المحاولات، محاولة السمح ابن مالك الخولانى الذى اندفع عام 100ه.
114 ه - تعرض المسلمون لهزيمة كبيرة، عند مدينة بواتيه فى وسط فرنسا بالقرب من باريس، لذلك يسمي الفرنسيون الموقعة باسم معركة بواتيه، أما العرب فأسموها، بلاط الشهداء، لكثرة عدد من سقط من الشهداء وقد انشغل المسلمون بالقتال ببسالة وكانت لهم الغلبة في بداية المعركة.
لاحظ شارل قائد الفرنسيين اهتمام الجنود المسلمين بجمع الغنائم، فدّبر خطة لضرب الغنائم، حتى ينشغل الجنود بما حرصوا عليه، حاول عبد الرحمن الغافقى صرف نظر الجنود المسلمين عن الغنائم، وحثهم على الجهاد، إلا أن سهماً فرنسياً أصاب الغافقي، فخّر شهيداً، فتبعثرت بعد ذلك الجموع الإسلامية وسقط الكثير من الجنود شهداء.
255 ه - نشوب ثورة الزنج بمدينة البصرة بقيادة علي بن محمد بن عيسى البرقعي وبمعاونة القرامطة.
528 ه - الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله يكتب ولاية العهد لابنه حسن وسماه ولي عهد المؤمنين، وكتب له سجلا قرئ على المنابر، بعد أن ضاق بتحكم الوزراء ونفوذهم.
532 ه - مقتل الخليفة الثلاثون من خلفاء بني العباس، وهو الراشد بالله منصور بن المسترشد بالله العباسي، على أبواب أصبهان.
584 ه - انتصر السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي على الصليبيين في موقعة حطين واسترد بيت المقدس والمسجد الأقصى لينهي الوجود الصليبي في بلاد المشرق.
708 ه - خروج الناصر محمد بن قلاوون من مصر بحجة أنه يريد الحج، ولكنه توجه نحو الكرك وعزل نفسه من السلطنة فتولاها بيبرس الجاشنكير.
762 ه - ولد أبى الثناء محمود بن أحمد بن موسى، المعروف ببدر الدين العيني، أحد أئمة الفقه والحديث والتاريخ في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، وصاحب العديد من المؤلفات الشهيرة، مثل: "عقد الجمان"، و"عمدة القاري في شرح صحيح البخاري".
808ه - وفاة العالم الموسوعى ورائد علم الاجتماع "عبدالرحمن بن خلدون" الذى تعد بحوثه ودراساته سبقًا فى كثير من العلوم والفنون كالتاريخ والسيرة الذاتية والدراسات التربوية وغيرها.
ولد "ابن خلدون" وهو ولى الدين أبوزيد عبدالرحمن بن مُحَمّد بن مُحَمّد بن الحسن بن جابر بن مُحَمّد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمى" بتونس فى [غرة رمضان 732ه= 27 من مايو 1332م]، ونشأ فى بيت علم ومجد عريق.
817 ه - السلطان المؤيد شيخ يصدر قرارات بتعيين بدر الدين ابن المحب والي الإسكندرية استادارا، كما أصدر قرارا بتعيين صماي الحسني واليًا على الإسكندرية محل بدر الدين بن المحب.
923 ه - أصدر السلطان العثماني سليم الأول قرارًا بتولي أسكندر أورونوس حكم الإسكندرية، بعد أن أصبحت مصر تحت الراية العثمانية، وذلك بعد سبعة أشهر من دخوله مصر وعند وصوله إلى دمشق أُطلق عليه خادم الحرمين الشريفين، فبدأ بالتطلع إلى حمل لقب خليفة المسلمين، لأنه بسقوط مصر دخلت الحجاز تحت الراية الإسلامية ولم يكن للمسلمين وقتئذٍ خليفة فعليّ، سوى الخلافة العباسية في مصر. وتحقق للعثمانيين ما أرادوا، فقد أجبروا الخليفة العباسي في مصر على التنازل عن الخلافة لصالح سلاطين بنى عثمان.
927 ه - السلطان سليمان القانوني يتمكن من فتح بلغراد لتكون مركزا عثمانيا لفتح باقي أوروبا، وأقيمت فيها أول صلاة جمعة.
1021 ه - الدولة العثمانية توقع معاهدة إستانبول مع الدولة الصفوية، لإنهاء الحرب التي استمرت بينهما 9 سنوات، وعينت هذه المعاهدة الحدود بين الجانبين، لكن هذا الصلح لم يستمر إلا سنتين فقط حيث تجدد القتال بين الجانبين.
1102 ه - السلطان أحمد الثاني، يتولى زمام الدولة العثمانية، بعد وفاة أخيه السلطان سليمان الثاني.
1269 ه - جيش الإمبراطورية الروسية يغزو الدولة العثمانية معلنًا بداية حرب القرم.
1283 ه - الزعيم الماروني يوسف بك كرم يغادر لبنان على متن بارجة فرنسية إلى الجزائر إثر رفضه بروتوكول 1861 الذي أسس لمتصرفية جبل لبنان وكان أول شاغلي المنصب رغم اعتراض المملكة المتحدة.
1319 ه - عبد العزيز آل سعود يسترد الرياض من آل رشيد.
1336 ه - تتويج السلطان محمد السادس على عرش الدولة العثمانية خلفًا لأخيه محمد الخامس رشاد.
1353 ه - الزعيم التركي مصطفى كمال يتسمى باسم كمال أتاتورك والذي يعني أبو الأتراك.
1377 ه - انعقاد مؤتمر أكرا والذي عقد بناء على مجهودات رئيس غانا كوامي نكروما، ويعتبر هذا المؤتمر نواه للوحدة الأفريقية.
1391 ه - تنصيب وتجليس البابا شنودة الثالث بابا على الإسكندرية وبطريركًا على الكرازة المرقسية وبطريارك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
1412 ه - رئيس خبراء الأسلحة الكيماوية التابعة للامم المتحدة ميشيل دحبرابخ يعلن أن خبراء الأمم المتحدة استكملو مهمة تدمير 500 صاروخ محمل بغاز الأعصاب في جنوب العراق تحت مرأى السلطات العراقية.
1414 ه - آخر وحدة أمريكية مقاتلة تغادر الصومال على متن سفينة متوجهه إلى الولايات المتحدة.
1415 ه - افتتاح التوسعة الجديدة بالمركز الإسلامي بلندن والتي اقيمت بتكلفة بلغت مليوني جنيه استرليني تبرع بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لصالح التوسعة.
1419 ه - مقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر في اشتباك مع خلية تابعة لكتائب عز الدين القسام قرب قرية السموع بالقرب من الخليل.
1425 ه - أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي مدعومون بالقوات الجوية يبدأون بحصار مدينة الفلوجة العراقية.
سهى عرفات زوجة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات تتهم أحمد قريع ومحمود عباس ونبيل شعث بالتآمر على عرفات واستيراثه حيًا.
1430 ه - الإفراج عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي اكتسب شهرة عالمية بعدما رشق الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بحذائه.
1431 ه - السلطات البحرينية تعلن تفكيك شبكة سرية وإحباط مخططات إرهابية تستهدف المساس بالأمن الوطني وتقويض الوحدة الوطنية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
1434 ه - الجيش التونسي يقصف المحمية الطبيعية جبل الشعانبي بالطائرات والمدفعية، وذلك بعد أحداث جبل الشعانبي.
1434 ه - تدشين مصحف البحرين برعاية حكومتها.
1440 ه - سلسلة تفجيرات تضرب محافظة كركوك شمالي العراق وتؤدي إلى مقتل ما بين 3 و5 أشخاص وجرح 18 آخرين.
إسهاب حول موقعة حطين
أهم الفتوحات والانتصارات الرمضانية هي معركة حطين الخالدة في ذاكرة الأمة وأجيالها المتعاقبة حتى يومان هذا. فمعركة حطين هي معركة تحرير أرض فلسطين بعد احتلالها الأول من قبل جحافل الصليبيين في عصرها الإسلامي، وقد فتحت هذه المعركة طريق النصر إلى بيت المقدس وباقي فلسطين. ومن المفيد في هذا الشهر المبارك أن نستذكر أهم أحداثها وتفاصيلها:
– تمكن صلاح الدين من تكوين جبهة إسلامية موحَّدة، لكن سيطرة الصَّليبين على بعض مدن الساحل الشَّامي، فضلاً عن حصني الكرك، والشوبك، كلُّ ذلك يمثل عقبة كأداء في إمكانية الاتصال بين محوري دولته التي ضمت مصر، ومعظم بلاد الشام، وجزءاً من أرض العراق، يضاف إلى ذلك: أنَّ هذه المدن، والموانئ الساحلية تمتَّعت بمكانةٍ استراتيجية هامَّة؛ لأنَّ سيطرة الصليبيين عليها جعلهم على اتِّصال دائمٍ بوطنهم الأم الغرب الأوربي، لذلك اهتمَّ صلاح الدين منذ بداية حكمه بالإغارة على هذه المناطق، بل إنَّ اهتمامه بذلك يرجع أيضاً إلى أيَّام وزارته في الدولة الفاطمية.
وفي الواقع إنَّ صلاح الدين قد ألحق بالصليبيين خسائر جسيمة في الأرواح، والعتاد من جراء تلك الغارات التي نظَّمها على مدن الساحل الشامي، الأمر الذي دفع الصَّليبيين على ما يبدو إلى التفكير في تخفيف الضَّغط عن تلك المناطق بتحويل نظر صلاح الدين عنها، وذلك بالإغارة على منطقة ساحل البحر الأحمر، هذا فضلاً عن استغلال وجوده في تلك المنطقة، وتهديد المقدَّسات الإسلاميَّة لطعن الإسلام في أقدس بقاعه إلا أن الأحداث كانت تجري بسرعة في مصلحة صلاح الدين.
مقدمات معركة حطين
1 وفاة بلدوين الخامس وتأثيرها على أوضاع الصَّليبيين: توفي الملك بلدوين الخامس في شهر جمادى الاخرة عام 582 ه/ بعد شهور من توليته، فبرزت من جديد مشاكل الصَّليبيين الدَّاخلية؛ إذ كانت وفاته إيذاناً بصراع حادٍّ بين الأمراء حول الفوز بعرش المملكة، وقد استفاد صلاح الدين من هذه الظروف التي مرت بها المملكة.
2 وقعة صفورية: في الوقت الذي كان صلاح الدين فيه معسكراً بالقرب من حصن الكرك، والشوبك لحماية الحاجِّ من اعتداءات الصَّليبيين؛ عمد إلى إرسال قَّوةٍ استطلاعيةٍ، اتجهت إلى صفورية. وقد حرص قوَّادها على أن يكون مسيرها على قدر كبير من السرية، والخفاء، فكان سيرهم إليها في الجزء الأخير من الليل، على أن يكون هجومهم عليها في الصَّباح الباكر، وبالفعل فقد نُفِّذت تلك الخطة بدقَّة تامَّةٍ وصبحوا صفورية، وساء صباح المنذرين.
3 الاستعدادات التي سبقت معركة حطِّين: استبشر صلاح الدين الذي كان آنذاك يعسكر بالقرب من حصن الكرك بذلك النَّصر الذي حقَّقته تلك السَّريَّة الإسلامية في معركة صفورية، فترك الكرك، والشُّوبك، وسار مسرعاً على رأس جيشه في اتجاه العدو، وعسكر في عشترا، واجتمعت حوله العساكر الإسلامية بأعدادٍ هائلة حتى «غطَّى بها الفضاء» على حدِّ قول ابن واصل وفي عشترا قام بعرض عسكره، فكان في اثني عشر ألف مقاتل. ثمَّ رتب جيشه طبقاً لنظام المعركة المعتاد، فجعل ابن أخيه تقي الدين عمر في الميمنة، ومظفر الدين كوكبوري في الميسرة، وكان هو في القلب، وبقيَّة الجيش فرَّقه على الجناحين استعداداً للحرب.
أحداث معركة حطين
1 بداية الهجوم الإسلامي: وبدأ الهجوم الإسلامي على الصَّلبيين، فاستمات المسلمون في القتال، وشدَّدوا هجماتهم على الأعداء مدركين: أنَّ من ورائهم الأردن، ومن بين أيديهم بلاد الرُّوم، وأنهم لا ينجيهم إلا الله. وأمام ذلك الهجوم الإسلامي الرَّهيب أدرك الصليبيون: أنَّ نهايتهم قد حانت، وأنَّه لا ينجيهم من صلاح الدين سوى الفرار، أو الاستسلام، ولم يستطع النَّجاة سوى ريموند أمير طرابلس؛ الذي رأى عجز الصَّليبيين عن مقاومة الجيش الإسلامي، فاتفق مع جماعةٍ من أصحابه، وحملوا على من يليهم من المسلمين، ففتح المسلمون لهم طريقاً يخرجون منه، وبعد خروجهم التأم الصفُّ مرةً أخرى.
2 الحرب النفسية عند صلاح الدين: ويبدو: أنَّ صلاح الدين كان في تلك المعركة الحاسمة يعمد إلى القضاء على الصَّليبيين، وإدخال الوهن في نفوسهم بكل الوسائل، والدَّليل على ذلك: أنه بعد أن حصر الصليبيين في أعلى جبل حطين؛ ركز اهتمامه على الاستيلاء على صليبهم الأعظم الذي يسمونه: صليب الصلبوت، والذي يزعمون: أنَّ فيه قطعةً من الخشبة التي صلب عليها المسيح عليه السلام وبالفعل، فما أن تمكَّن من أخذه حتَّى حلَّ بالصَّليبيين البوار، وأيقنوا بالهلاك.
3 صلاح الدين يصلِّى صلاة الشُّكر ويستقبل الملوك الأسرى: أمر صلاح الدين بأن تضرب له خيمة، فتمَّ له ذلك، فنزل فيها، وصلى لله تعالى شكراً على هذه النِّعمة؛ التي درج الملوك من قبله على تمنِّي مثلها، وماتوا بحسرتها. ثم أحضر ملوك الصَّليبيين، ومقدَّميهم، واستقبلهم استقبالاً حسناً، وأجلس الملك جاي إلى جانبه، وأجلس البرنس أرناط صاحب الكرك إلى جانب الملك، وبادر صلاح الدِّين بتقديم إناء به ماء مثلَّج للملك جاي، فشرب منه، وأعطى ما تبقى لأرناط، فشرب، وعندئذ غضب صلاح الدين من ذلك، وخاطب الملك مؤكداً له بأن أرناط لم يشرب الماء بإذنه، فينال أمانه ثم التفت إليه، وذكره بجرائمه، وخيانته، وقال له: كم تحلف، وتنكث؟! فقال الترجمان عنه: إنه يقول: قد جرت عادة الملوك بذلك. فوقف السُّلطان صلاح الدين، وقال: هأنذا استنصر لمحمَّد. ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فاستلَّ صلاح الدين سلاحه، وضربه، فحلَّ كتفه، وتمَّم عليه مَنْ حضر. ولمَّا رأى ملك بيت المقدس جاي لوزجنان ذلك المنظر؛ خاف، وظن: أنَّ صلاح الدين سوف يثنِّي به، ولكن السُّلطان استحضره، وطيب قلبه، وقال له: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، أمَّا هذا فإنه تجاوز حدَّه، فجرى ما جرى.
نتائج معركة حطين
– توصف معركة حطِّين بأنها معركةٌ فاصلةٌ، وحاسمة؛ لأننا نلاحظ: أنها غيَّرت خريطة التوزيعات السياسية في المنطقة، ففي أعقابها اتَّجه ذلك السُّلطان المجاهد إلى فتح مدن السَّاحل الشامي، وتساقطت الواحدة تلو الأخرى باستثناء صور ذات المنعة، والحصانة، وهكذا تمَّ حل مشكلة السَّاحل الشامي؛ الذي طرد منه المسلمون منذ أعوام طوال، ولم يعد المسلمون أصحاب وجود بريٍّ حبيس، وهكذا تساقطت مدن عكَّا، ويافا، وصيدا، وبيروت، وجبيل، وعسقلان، وغيرها.
– كانت معركة حطين أعظم من مجرَّد كارثة عسكريَّة حلَّت بالصليبيين، لقد كانت في حقيقة أمرها بشيراً بنجاح المسلمين في القضاء على أكبر حركة استعمارية، شهدها العالم في العصور الوسطى، كما شكَّلت حدَّاً تراجع عنده المدُّ الصَّليبي باتجاه الشرق الأدنى الإسلامي، وبداية النهاية للوجود الصليبي، وقد أنهت المعركة زهاء تسعة عقود من الاضمحلال، والتدهور، والتشرذم في المنطقة الإسلامية في الشرق الأدنى؛ لتؤكد أهمية الوحدة بين أقطار هذه المنطقة الجغرافية في جنوب غرب آسيا، وفي مصر في مواجهة كلِّ الأخطار.
– كانت معركة حطين معركة تحرير فلسطين؛ لأنَّها هي التي فتحت طريق النصر إلى بيت المقدس، وباقي فلسطين، وقد وصف ابن واصل هذه المعركة بقوله: كانت وقعة حطِّين مفتاح الفتوح الإسلامية، وبها تيسَّر فتح بيت المقدس، وعدَّها حلقةً وسط بين فتوحات نور الدين محمود، وركن الدِّين بيبرس البندقاري. فمنذ وفد ملوك الفرنج إلى البلاد الساحلية، واستولوا عليها؛ لم يقع للمسلمين معهم يومٌ كيوم حطين، فرحم الله الملك الناصر، وقدَّس روحه، فلم يؤيَّد الإسلام بعد الصَّحابة رضي الله عنهم برجل مثله، ومثل نور الدين محمود بن زنكي، رحمة الله عليهما، فهما جدَّدا الإسلام بعد دروسه، وشيَّدا بنيان التوحيد بعد طموسه، ثمَّ أيد الله الإسلام بعدهما بالملك المظفَّر ركن الدين بيبرس، وكان أمره أعجب؛ إذ جاء بعد أن استولى التتار على معظم البلاد الإسلاميَّة، وأيس الناس أن لا انتعاش للملَّة، فبدَّد شمل التتار، وحفظ البلاد الإسلامية.
* حدث في مثل هذا اليوم
1. 2. 3. 4. 5.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.