الاعتراف المهين للهزيمة    توجس من حدوث مصادمات عسكرية بين العمالقة وقوات "درع الوطن العليمية" في شبوة    الانتقالي أوفى بوعده ونقل المعركة إلى حدود اليمن والجنوب    الحديدة: الإفراج عن 37 صيادا من سجون ارتيريا    قراصنة يختطفون 16 بحارا من أبناء الشحر    حقول نفط شبوة تسعف كرباء عدن ب 100 ألف برميل نفط    استعمرتم بلدي باسم الدين واليمنِ    للمرة الرابعة.. نابولي يتزعم إيطاليا    لاس فيجاس تحتضن نزال القرن    «ليكيب»: الهلال أرسل عرض إنزاجي.. وجالتييه بديلا    خلال عملها .. طبيبة أطفال تفقد أبناءها التسعة    صحيفة أمريكية: الهجمات اليمنية على إسرائيل تسبب فوضى في مطار بن غوريون    الافراج عن صيادين يمنيين من المعتقلات الارتيرية    "الصحيفة" يتوَّج بكأس اليوم العالمي لمكافحة التدخين في #شبوة بعد مباراة مثيرة أمام "الاستقلال " بعتق    ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يعزّي بوفاة الشيخ ناجي بن جعمان    محافظ شبوة اللواء العولقي يدعو للالتفاف حول القائد ويكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية وراء إعلان الانفصال    الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحا بشأن تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50%    رونالدو يكشف "عمره البيولوجي" ويثير الجدل حول موعد اعتزاله    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    الجيش الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات بناء على نتائج مفاوضات الملف النووي مع إيران    خطوة مفاجئة.. مانشستر يونايتد يعرض جميع لاعبيه للبيع!    الحميات تتفشى في عدن وسط غياب الدور الحكومي    محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع    وقفات بمأرب وتعز تضامنا مع غزة وتنديدا بالفشل الدولي في وقف الإبادة    الإنسان بين الفلسفة والدين    الخطوط الجوية اليمنية تعلن البدء بتفويج الحجاج من مطار صنعاء اعتبارا من الغد    مطاوعة وزارة الأوقاف يحتكرون "منح الحج المجانية" لأنفسهم    نداء شعب الجنوب العربي إلى العالم لإغاثته من الكارثة الإنسانية    اكثر من (8000)الف حاج وحاجه تم عبورهم عبر منفذ ميناء الوديعه البري مديرية العبر بحضرموت    سريع يعلن قصف اللد وجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ واحرنوت تتحدث عن حركة الملاحة الجوية    غرفة تجارة أمانة العاصمة ترحب بقرار إعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من الرسوم    رسميًا.. ريال مدريد يعلن رحيل أنشيلوتي    مدير حقوق الإنسان بعمران يكشف عن جرائم بالجملة ارتكبتها المليشيا بحق سكان المحافظة    السعودية:محمد عبده يعتذر.. ورابح بديلا في العلا    وفاة 6 أشخاص بوباء غامض في عدن    برشلونة يجدد عقد رافينيا بعد تألقه تحت قيادة هانزي فليك    الذهب يرتفع ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر    انخفاض أسعار النفط بفعل ارتفاع الدولار    الجولاني باع الارشيف الأمني السوري لإسرائيل    دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال!    تحذير هام صادر عن أعضاء الجمعية العامة في بنك اليمن والكويت بصنعاء    البيض في ذكرى الوحدة: إما انهاء الانقسام وإعادة الاستقرار والتنمية او يظل الوطن رهينة صراعات لا رابح فيها    العراسي: صغار المودعين يواجهون اشكاليات وحلول الودائع لم تنفذ ووقف التعيين والتكليف مبرر لابقاء الفاسدين    إعلان هام للمتقدمين لاختبار المفاضلة بكلية الهندسة جامعة صنعاء    تصاعد موجات التفشي الوبائي بتعز .. تسجيل الصحة آلاف الإصابات بخمسة امراض خلال اقل من نصف عام    تحرير بلا احتفال: عيد الوحدة في ميدان الغبار    جامعة سيئون تمنح ثلاث درجات دكتوراه بامتياز في اللغة والأدب    بريطانيا : التوصل إلى تقنية جديدة لتشخيص أورام الدماغ    تكتل قبائل بكيل ينعي الشيخ ناجي جمعان    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة غرقًا في ساحل صيرة بعدن    في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام!    رسالة أستاذ جامعي!!    الفساد الحوثي ينهش القطاع الصحي بريمة.. مستشفيات بلا دواء ومساعدات منهوبة    صنعاء .. التربية والتعليم تحدد موعد بدء العام الدراسي القادم    تقييم هندسي: "شجرة الغريب" في تعز مهددة بالانهيار الكامل وسط تجاهل رسمي    باب الحارة يفقد أحد أبطاله.. وفاة آخر فرد بعائلة "أبو إبراهيم"    جراء الإهمال المتعمد.. انهيار قلعة تاريخية في مدينة يريم بمحافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امرأتان وطفلان
نشر في المشهد اليمني يوم 27 - 06 - 2023


مقالات
أحمد عثمان
وأنوارهم التي أضاءت الزمان والمكان
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك. لك
أنت الواحد الأحد لا معبود سواك ولا إله غيرك ولا من أحد يستحق الحمد والعبادة غيرك إنها تلبية التوحيد التي مازالت تدوي في جنبات الزمان والمكان وتطرب المخلوقات كافة ومعها يتزين المكان (أم القرى) والمشاعر الحرام التي خصها الله بنعمته وسره منذ أن قدم أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل لتبدأ مرحلة الروح وخيط نور متوهج ممتد من العرش إلى مكة يشع عبر الدهور ويتوهج دون انطفاء وتهفوا إليه الأرض والقلوب من أطرافها
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
دعاء إبراهيم النبي المؤمن وقلب الأب المفارق والزوجة المرتجفة فقد تركهما في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ولا أنيس غير الخواء والوحشة وهجير الصحراء فكيف تركهما ومضى؟؟؟!!!
أمسكت به هاجر متسائلة تساؤل الأم المذعورة كيف تتركنا هنا وحدنا أنا وطفل رضيع؟
سؤال يخلع القلب وقبل أن يجيب إبراهيم أردفت سائلة:
هل أمرك ربك بهذا؟
ولما كانت الإجابة بنعم قالت إذا لن يضيعنا!!
وهنا يتدخل اليقين لمواجهة كل المخاوف وكل الموحشات،
أذهب فنحن في كنف الله...
ولك أن تتخيل الأمر هنا خاصة بعد غياب طيف الأب وغروب أثره وهجوم ظلمة الليل ووحشة الصمت وثقل السكون وصقيع الوحدة لقد ترك لها طفلا وشيئا من الماء والزاد يالها من امرأة عظيمة عظمة الزمان والمكان عظمة الروح والنور.
وماء إن نفد حتى بدأ القلق ووجع الأم يحركه طلب الطفل وحاجته للماء لقد كان الزمان والمكان والملكوت والملائكة ما نعلم وما لا نعلم يرقبون قصة إمرأة تواجه وحدها بيقينها وحشة الفناء وكانت الحركة ودق الأسباب بابا للفرج وكأن الأمل زاد وحياة وانتصار على الظروف
ومثلما أوحى الله لمريم
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)
ألهم الله هاجر أن لا تستسلم للواقع ففي الحركة المصحوبة بالتوكل بركة ونصر وذخيرة وزاد.
لقد أخذت تهرول من الصفاء للمروة هكذا مجرد هرولة وفي أمثال هذه الهرولة قد لا تبدو مجدية
لكنها هنا دعاء واستجلاب قوة.
انها تبحث عن الماء تأتي وتذهب بين الصفاء والمروة؟
ما الذي يمكن أن تصنع هرولة امرأة مفجوعة ذهابا وإيابا في صحراء قاحلة لا شيء فيها غير صحراء مشبعة بالرمال وعواء ذئب بعيييد... لاشيء؟!
غير أن وراء الهرولة و التوكل ما يفجر الأنهار.
بعد سبعة أشواط من الهرولة نبع ماء زمزم وكبرت الأكوان والمخلوقات فرحا وحمدا لله وكانت الطير أول الحضور والمبتهجين واستقرت هاجر بطلة الحدث العظيم لتزم الماء وتسقي الطفل النبي إسماعيل وتبدأ نقطة حياة لا تتوقف وليمتلئ المكان كما لم يمتليء مكان قط ولتتبدل الأمور وتتغير الوحدة أنسا وازدحام ناس فما أن رأت قافلة عابرة لقبيلة جرهم اليمنية الطير يحوم حتى علمت وجود ماء وانتهى بها الأمر لتستقر هناك وتبدأ مع هاجر وإسماعيل حياة جديدة،
استجابة لدعوة إبراهيم وقبلها وبعدها سر الله وارادته.
إنها المرأة التي خلقها الله كسر من أسرار الحياة وصناعة الأحداث وإنجاب الأنبياء والرسل وصناعة التحولات.
أمام هذه الصورة لهاجر وإسماعيل تحضر صورة أخرى مكملة ومتممة للدين والنعمة لإنعاش الروح والنور التام إنها( آمنة بنت وهب ) مع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وهي ذاهبة مع ولدها الطفل البالغ من العمر ست سنوات وحاضنته (ام ايمن )
لزيارة قبر زوجها عبد الله بن عبد المطلب في المدينة والد الرسول صلى الله عليه وسلم وعند العودة وفي الطريق تمرض آمنة مرض الموت و تعلم أنها ستفارق الحياة ونظرها إلى طفلها يتيم الأب لا يتحول فتحس أنه سيكون يتيم الأم أيضا فتستجمع عواطف الأم منذ أن خلق الله آدم وحواء وتضمه إلى صدرها وهي تقول:
( أي بني كل جديد بال. وكل كبير يفنى و كل حي ميت) وتسلمه لأقدار الله وتلفظ أنفاسها لتحضر وحشة الصحراء وأزيز الريح لتبدأ صناعة الحلقة الأخيرة من المشهد العظيم وسط الوجع والقسوة والبعد.
أخذت أم أيمن تحفر القبر وتبكي وتطلب من الطفل مساعدتها لمواراة أمه في التراب وعند الانتهاء يتسمر الطفل فتسحبه الخادمة بلطف وهو يقول أمي أمي صورتان لامرأتين وطفلين تكاملا في صناعة النور وتقاسم الأحزان والقسوة وكأنها لازمة لاستكمال الرحمة وكمال الإنسانية .
هاجر واسماعيل آمنة ومحمد نذكرهم اليوم والملايين تلبي في عرفات وبين الصفاء والمروة وهاهي الدنيا كلها تلبي بصوت واحد ومعهما تهتز المعمورة بنفس الصوت و توحيد الخالق وتعاد في ذاكرة الزمان قصة من أعظم قصص الإنسان
اللهم صل على محمد صلاة دائمة وسلام على إبراهيم وإسماعيل وهاجر ورحم يالله آمنة بنت وهب برحمته التي وسعت كل شيء.
* هاجر
* إسماعيل
* إبراهيم
1. 2. 3. 4. 5.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.