شكلت إجراءات على الأرض تبادلتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بادرة أمل لطي صفحة الانقسام الفلسطيني، رغم كثرة الصعوبات والتعقيدات في الملف الذي أرق الفلسطينيين طيلة ست سنوات. وباتت مؤشرات من قبيل السماح لحماس وفتح بالاحتفال بذكرى انطلاقتيهما في كل من غزةوالضفة الغربية، تعطي انطباعا عن بدء عودة الثقة إلى العلاقة بين الطرفين بعد سنوات فقدانها وغياب الخطاب الإعلامي التوافقي. لكن المصالحة ونجاحها -وفق قياديين ومحللين- بحاجة إلى خطوات أخرى، بينما سيبدأ الرئيس المصري محمد مرسي في الأيام المقبلة جهوداً لإنجاز المصالحة الفلسطينية عبر لقاءات سيعقدها مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين آخرين. وقال القيادي بحركة حماس صلاح البردويل إن السماح لفتح في غزة ولحماس في الضفة بالاحتفال حق طبيعي، مؤكداً أن حركته لا تمن على فتح بالسماح لها بالاحتفال في غزة، ولا فتح تمن على حماس بذلك في الضفة. تهيئة الأجواء وأشار البردويل في حديثه للجزيرة نت إلى أن الحكومة التي تديرها حماس في غزة أفرجت عن معتقلين من فتح وقدمت خطوات أخرى للوصول إلى تهيئة الأجواء للمصالحة، لكن ذلك لم يقابل بجدية في الضفة الغربية. وأوضح أن حماس تعتقد بأن مثل هذه الخطوات يمكن أن تحرك الضمائر لمن يملكون القرار في الضفة الغربية لوقف ملاحقة عناصرها ووقف اعتقالهم والإفراج عن المعتقلين السياسيين هناك. وشدد على أن حركته تمد يدها للمصالحة ومستعدة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه رزمة واحدة، لكنه تحدث عن إحباط حركته من نبرة الخطابات التي يلقيها عباس. وفي المقابل أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح فيصل أبو شهلا أن مثل هذه الخطوات أثرت إيجابياً على الأجواء المحيطة بالواقع الفلسطيني، معتقداً بأنها مقدمات إيجابية في طريق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وكشف أبو شهلا للجزيرة نت أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعاً للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للبحث في الممارسات الواجبة من أجل إنجاز المصالحة وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. وذكر أن حركته مؤمنة بأن المصالحة قريبة وأن الانقسام سينتهي، فهي خيار إستراتيجي تسعى فتح إليه بكل قوة، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن كل ما يعمق الانقسام ويبدد آمال إنهائه. المصدر . الجزيرة نت