أكدت السلطة الفلسطينية اليوم الاثنين، أنها ستسمح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالاحتفال بذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ بدء الانقسام الداخلي منتصف العام 2007. ومن المقرر أن تنظم حماس مسيرة شعبية ومهرجانا خطابيا يعقد في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية يوم الخميس المقبل، وذلك للاحتفال بالذكرى السنوية ال25 لانطلاقتها التي تصادف 14 من الشهر الجاري من كل عام. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن محافظ نابلس في السلطة الفلسطينية جبرين البكري قوله: إن المحافظة أبلغت قيادة حماس في الضفة الغربية موافقتها على عقد مهرجان انطلاقتها في المدينة بعد تلقيها طلبا رسميا بذلك. وذكر البكري، أنه سيشارك شخصيا بمسيرة ومهرجان حماس، معتبرا أن الأجواء تسير بشكل إيجابي لإنهاء الانقسام الداخلي وعودة كافة الفصائل لممارسة أنشطتها الشعبية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. من جهته ثمن النائب عن حركة حماس المبعد إلى مدينة رام الله عن القدس أحمد عطون، الموافقة على احتفال الحركة بذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية. وأعرب عطون، عن أمله في أن تستمر الأجواء الإيجابية التي ظهرت أخيرا للمضي قدما في ملف المصالحة الداخلية وإنهاء حالة الانقسام السياسي بما في ذلك السماح بأنشطة الفصائل والإفراج عن المعتقلين السياسيين لدى الجانبين. وبموازاة ذلك أطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في قطاع غزة استعداداتها لإقامة مهرجان شعبي لها بذكرى انطلاقتها ال48 التي تصادف في الأول من الشهر المقبل، وذلك لأول مرة منذ بدء الانقسام الداخلي. وقال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن فتح في غزة فيصل أبو شهلا: إن إقامة مهرجان للحركة في غزة بات "تحصيلا حاصلا" في ظل الأجواء الإيجابية التراكمية للتوجه للمصالحة الداخلية وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلة. وذكر أبو شهلا، أن استعدادات مكثفه أطلقتها قيادة فتح في قطاع غزة بهذا الخصوص على أن يقام المهرجان تحت عنوان "الدولة والانتصار" في إشارة إلى ترقية مكانة فلسطين في الأممالمتحدة لصفة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية نهاية الشهر الماضي. ورفض أبو شهلا التعليق بشأن تلقي الحركة موافقة رسمية من الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس لإقامة مهرجانها في غزة، مشيرا إلى أن قيادة الحركة في القطاع تتابع الأمر مع الجهات المختصة في حماس والقوى الوطنية والإسلامية. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس إسلام شهوان أنه حتى اللحظة "لم تتقدم حركة فتح بأي كتاب رسمي للمطالبة بالسماح لهم بإقامة مهرجان انطلاقتهم وكل ما يشاع هو عبر الإعلام فقط". وشهدت العلاقات بين حركتي فتح وحماس تقاربا لافتا أخيرا على خلفية شن إسرائيل هجوما عنيفا على قطاع غزة منتصف الشهر الماضي ثم دعم الحركة الإسلامية لطلب ترقية مكانة فلسطين في الأممالمتحدة. وأضافت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في المنفى منذ 45 عاما لأول مرة إلى قطاع غزة ودعواته المتكررة إلى المضي في إنجاز المصالحة مزيدا من الأجواء الإيجابية خاصة بعد مشاركة وفد عن فتح باستقباله وبث التلفزيون الرسمي للسلطة الفلسطينية وقائع مهرجان انطلاقة الحركة الإسلامية في غزة الذي أقيم أول أمس السبت قبل موعده بالتزامن مع وجود مشعل في غزة. وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف يونيو 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية التي انحصرت سيطرتها على الضفة الغربية منذ ذلك الوقت.