ينطلق مؤتمر الحوار الوطني يوم غدا الاثنين وسط إجراءات أمنية مشدده يتولى 60 ألف جندي من 19 فصيلا عسكريا وأمنيا مهمة تأمين جلسات الحوار الوطني، الذي يعول اليمنيون كثيرا عليه لإخراج بلادهم من أزماتها المتفاقمة منذ سنوات وأصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس السبت، قرارا جمهوريا بتشكيل "مؤتمر الحوار الوطني الشامل"، المقرر انطلاقه في العاصمة صنعاء غدا الاثنين. وتضمن تشكيل مؤتمر الحوار الوطني بحسب مرسوم الرئيس هادي 565 شخصية تعكس "تمثيلا شاملا لكل الأطراف" في البلاد. وحصل حزب الرئيس السابق "المؤتمر الشعبي العام"، على أكبر عدد من المقاعد في مؤتمر الحوار بعدد 112، تلته فصائل "الحراك الجنوبي" الانفصالية في الجنوب بعدد 85 مقعدا. وجاءت قائمة الرئيس هادي في المرتبة الثالثة بعدد 62 مقعداً، وضمت زعامات قبلية وسياسية من مختلف التيارات وعلماء دين وأقليات دينية. فيما حل حزب الإصلاح، الممثل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، في المرتبة الرابعة بعدد 50 مقعداً. واحتل الحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم الجنوب حتى عام 1990 المرتبة الخامسة ب 37 مقعداً، تلته جماعة الحوثي في الشمال بعدد 35 مقعداً ثم "التنظيم الوحدوي الناصري" الذي سينوب عنه 30 شخصاً. وتم تمثيل الشباب المستقلين، الذين فجروا في يناير 2011 الانتفاضة ضد صالح، 40 شخصاً، وهو نفس تمثيل النساء المستقلات ومنظمات المجتمع المدني في البلاد. كما سمى المرسوم تسعة فرق لمناقشة 13 قضية مطروحة في مؤتمر الحوار الوطني، أبرزها "القضية الجنوبية"، وقضية صعدة، والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وبناء الدولة، والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والأمن. وضمت قائمة أعضاء مؤتمر الحوار وزراء في الحكومة الانتقالية، أبرزهم وزير الخارجية أبو بكر القربي، إضافة إلى قيادات بارزة في حزب صالح من بينها سلطان البركاني وحافظ معياد وفهد دهشوش. واستثنى المرسوم الرئاسي اليمني بشأن تسمية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، قيادات ثلاثة أحزاب رئيسية في تكتل "اللقاء المشترك"، الشريك الرئيسي في عملية انتقال السلطة. كما لم تتضمن القائمة الرئيسين اليمنيين الجنوبيين السابقين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد، وذلك بعد أن رفضا المشاركة في الحوار ومن أبرز قادة "الحراك الجنوبي" المشاركين في مؤتمر الحوار، محمد علي أحمد، وأحمد بن فريد الصريمة، اللذان يقودان فصيل "مؤتمر شعب الجنوب"، إضافة إلى وزير الخارجية الأسبق، عبدالله الأصنج، الذي أسس مؤخرا حزبا سياسيا، وعبدالله الناخبي القيادي في الحراك والموالي جدا لحزب "الإصلاح" والقائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر.. من ناحية أخرى شارك سكان مدينة عدن الساحلية في إضراب عام، أمس السبت، تلبية لدعوة الانفصاليين الجنوبيين احتجاجا على انطلاق مؤتمر للحوار الوطني يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية في اليمن. وأغلقت الشركات والمكاتب والخدمات العامة ست ساعات بين 06,00 و012,00 بالتوقيت المحلي إثر دعوة من فصيل متشدد بزعامة نائب الرئيس الأسبق المنفي ، علي سالم البيض، فيما قال نشطاء إن عددا من البلدات في محافظة حضرموت الجنوبية الشرقية قامت بإضرابات مماثلة. (أف ب)".