قالت وزارة الصحة المصرية إن قتيلاً و66 مصاباً سقطوا اليوم الأحد في اشتباكات بين شبان مسيحيين غاضبين ومسلمين في محيط الكاتدرائية المرقصية بحي العباسية في شمال القاهرة بعد تشييع جثامين أربعة مسحيين قتلوا في اشتباكات مع مسلمين خارج العاصمة يومي الجمعة والسبت. ولم توضح وزارة الصحة في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط ديانة القتيل. وقال شاهدٌ من "رويترز" إن الشبان المسيحيين رشقوا بعد تشييع جثامين القتلى قوة من الشرطة شاهدوا أفرادها في شارع مقابل للكاتدرائية بالحجارة أعقب ذلك اشتباكات واسعة في الشوارع المقابلة للكاتدرائية مع مسلمين استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الفارغة. وأضاف أن الشبان المسيحيين تحصنوا في الكاتدرائية بعد ساعات من الاشتباكات وأن تبادلاً للحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش جرى لنحو ساعتين أخريين عبر الأسوار قبل أن يسود منطقة الاشتباكات هدوء حذر تلاه تجدد التراشق. وتابع: "رأيت شاباً مسيحياً يصاب بطلق خرطوش في الوجه والرقبة. نار الزجاجات الحارقة أمسكت بأشجار فوق مبنى صغير داخل الكاتدرائية وتسببت في حريق عملت عربة إطفاء على إخماده وهي تقف خارج المبنى". وقال الشاهد إن الشبان المسيحيين حطموا في بداية الاشتباكات ست سيارات خاصة مما أثار غضب السكان الذين تبادلوا معهم الرشق بالحجارة والزجاحات الفارغة. وقال الشاهد إن الشرطة انتشرت بعد نحو ساعة ونصف الساعة من بدء الاشتباكات أمام الكاتدرائية في محاولة للفصل بين طرفي الاشتباكات. وأضاف أن الشرطة استأنفت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل الكاتدرائية التي دخلها من باب خلفي شبان مسلمون تضامنوا مع الشبان المسيحيين وشاركوهم رشق المهاجمين بالحجارة. وقالت شاهدة من "رويترز" إن شباناً مسلمين أدوا الصلاة في ساحة الكاتدرائية في حماية شبان مسيحيين في أثناء الاشتباكات. ووصف البابا تواضروس الثاني بابا المسيحيين الأرثوذكس الاشتباكات بأنها مؤسفة. وقال في بيان نشرته "بوابة الأهرام" الإلكترونية: "ندعو الجميع إلى الهدوء وإعمال العقل للحفاظ على سلامة الوطن والأرواح والوحدة الوطنية". وأضاف أنه على اتصال بالمسؤولين لاحتواء الموقف. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط قول القمص أنجيليوس إسحق سكرتير البابا إن الكنيسة ترحب بأي جهود للتهدئة. وأضاف "ما يحدث الآن أمام الكاتدرائية المرقصية شيء غريب لم نعتد عليه". وكان مسلم قُتل وأُصيب آخر في اشتباكات اليومين الماضيين التي استخدمت فيها الأسلحة النارية بمدينة "الخصوص" المكتظة بالسكان بمحافظة القليوبية المجاورة للقاهرة. وقال مسيحيون إن اشتباكات "الخصوص" تلت نزاعاً بين أسرة مسلمة وأخرى مسيحية على قطعة أرض. وقال العضو القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: "ما حدث أمس في الخصوص واليوم أمام الكاتدرائية مأساة مؤسفة تشير إلى فشل المجتمع والدولة في التعامل مع قضايا المواطنة والمواطنين وتأمين حياتهم". وقالت حركة شباب 6 إبريل التي قادت أمس مظاهرات واسعة تطالب بإسقاط الرئيس المصري: "مرسى وإدارته الفاشلة للبلاد يقودها نحو مزيدٍ من الانقسام والفشل والتخلف ومزيدٍ من الكوارث".