قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن الهجوم الذى شنّه سلاح الجو الإسرائيلى ضد سوريا يعكس التغيير الذى طرأ على مدى إمكانية أن تتدخل إسرائيل فى الصراع الدائر بسوريا حاليا. وذكرت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى اليوم، أن الطريقة التى تناولتها وسائل الإعلام لتأكيد الغارة الإسرائيلية الثانية فى هذا العام على سوريا، والتى استهدفت شحنة أسلحة موجهة إلى حزب الله اللبنانى، كانت مختلفة بشكل كبير. وأوضحت أن القادة العسكريين الإسرائيليين يعتبرون حزب الله، التهديد الأكبر الذى يحدق بأمن إسرائيل، فى حين يعتبر الساسة الإسرائيليون أن هناك هدفا استراتيجيا كبيرا فى التصدى لتهديدات حزب الله. واستدلت الصحيفة على طرحها فى هذا الصدد بالإشارة إلى أن هذا الهجوم كان سريعا وعلنيا، حيث أعلن عنه المسئولون عقب ساعات من وقوعه، بخلاف الهجوم السابق الذى وقع فى شهر يناير الماضى. واعتبرت أن شيئا ما قد تغير فى حسابات إسرائيل حيال التدخل فى الأزمة السورية، وربما يعكس أيضا التغيير فى السياسات الأمريكية حيال القضية ذاتها. وذكرت الصحيفة البريطانية "أنه بينما أصبحت إيران تنخرط فى الأزمة السورية بشكل أكثر تعمقا عن ذى قبل، فيما لا تزال الولاياتالمتحدة والدول الغربية يجسدون دور المتفرج على سير الأحداث، حيث بدأت تتبلور الأحداث لتشكل ما بدأ المسئولون الإسرائيليون يسمونه ب"العاصفة الإستراتيجية الجيدة". وأشارت الصحيفة إلى حقيقة قيام إيران بإرسال المسئولين العسكريين وأعضاء من الحرس الثورى الإيرانى للقتال بجانب قوات الرئيس السورى بشار الأسد حسبما يؤكد البعض مما يعكس إصرار طهران على إنقاذ ما يسمى بمعسكر المقاومة فى سوريا. واعتبرت (تليجراف) أن التغيير الذى طرأ على سياسات إسرائيل تجاه سوريا قد تجلى خلال الأحاديث المكثفة للمسئولين الإسرائيليين حول الأزمة السورية على مدار الأسبوعين الماضيين، خاصة فى ضوء دعم مزاعم بريطانيا بأن قوات الأسد قد استخدمت غاز السارين المحرم.