استمر التباين في ردود الأفعال الدولية بشأن عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي والأحداث التي تلت ذلك من مظاهرات -سقط خلالها قتلى- تطالب بعودته وأخرى معارضة، وذلك وسط دعوات لإعادة العملية الديمقراطية في مصر فيما لازات المظاهرات تتواصل في ميادين القاهرة لأنصار الرئيس المقال محمد مرسي ولمؤيدي الانقلاب العسكري في ميدان التحرير وقال رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" إن ما شهدته مصر هو انقلاب عسكري وأن حكومته لا تحترم من لا يحترم إرادة شعبه. و أضاف أردوغان: الشعب المصري بكل أطيافه أخ وشقيق لنا دون أدنى شكل و أن حكومته لم تنحن يومًا للسلطات الانقلابية.فنحن نقف ضد الانقلابات العسكرية لأننا في تركيا دفعنا ثمنها في وقت سابق ، ولن يستطيع أحد في تركيا التعدي على الديمقراطية ولا تنسوا دعوات أول ليلة من ليالي رمضان المبارك الدعاء لإخوانكم المصريين الذين يقفون ضد الانقلاب العسكريإ ، وإنه لمن الجلي أن فهمنا للديمقراطية يختلف تماماً عن طريقة فهم الذين أيّدوا الانقلاب العسكري وعلى صعيد آخر أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير الدكتور بدر عبدالعاطي أن التدخل في الشأن المصري على النحو الذي أوحت به التصريحات الإيرانية هو أمر غير مقبول شكلا وموضوعا، مشددا في هذا السياق على موقف مصر الثابت الرافض للتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قال إن بلاده 'لا تعتبر ديمقراطية الشارع ديمقراطية جيدة'، نافيا أن تكون طهران ترى في التطورات الأخيرة بمصر والتي أدت إلى عزل مرسي فشلا للصحوة الإسلامية. وقال عراقجي لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) إن 'مصر تمر حاليا بظروف ضبابية وغامضة، ولا يمكن إصدار أحكام عما يجري هناك بسهولة'. وأضاف أن 'تدخل العسكر في القضايا السياسية وقيام القوات العسكرية بتغيير الحكومات المنتخبة عمل مذموم'، مشيرا إلى أنه 'لا يليق للديمقراطية أن تتم فيها المبادرة إلى تغيير رؤساء الجمهوريات من خلال الشارع'. بوتين مصر تقف على حافة حرب اهليه و حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن مصر تقف على حافة حرب أهلية, معربا عن أمله في تجنب هذا المصير. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله في لقاء مع الرئيس الكزاخي نور سلطان نزارباييف إن سوريا تعيش مع الأسف حربا أهلية، وإن مصر تسير في الاتجاه نفسه. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في وقت سابق أن الولاياتالمتحدة ليست منحازة ولا تدعم أي حزب سياسي أو جماعة محددة في مصر، وأدان أعمال العنف التي تشهدها البلاد. وأكد أوباما في بيان عقب اجتماعه بمجلس الأمن القومي الأميركي بشأن التطورات في مصر، عدم انحياز واشنطن إلى أي جهة أو حزب سياسي. ورفض البيان ما وصفها بالمزاعم الخاطئة التي تتحدث عن تنسيق أميركي مع أحزاب أو حركات مصرية لفرض إملاءات حول شكل العملية الانتقالية وما سيليها. من جانبه أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الحاجة إلى نقل السلطة في مصر سلميا إلى مدنيين. وقد اتصل هاغل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي ثلاث مرات خلال اليومين الماضيين, وشدد على أهمية توفير الأمن لشعب مصر وجيرانها والمنطقة. كما دعا السيناتور الجمهوري جون ماكين إلى تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لمصر ردا على قرار الجيش عزل مرسي. وقال في مؤتمر صحفي بولاية أريزونا 'لقد فكرت مليا، لكنني أعتبر أن علينا تعليق المساعدة للجيش المصري لأنه ألغى نتائج تصويت المصريين'. ودعا ماكين إلى 'عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن' لدعم الإطاحة بحكومات منتخبة، معتبرا أنه يجب على الجيش المصري أن يقدم جدولا زمنيا لإجراء انتخابات وإقرار دستور جديد، وأضاف 'بعدها نعيد تقييم ما إذا كان يجب الاستمرار في المساعدة أم لا'. بلير يدافع من جهته دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير موفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط الأحد، عن قرار الجيش المصري عزل الرئيس مرسي المنتخب ديمقراطيا، معتبرا أن البديل كان 'الفوضى'. وقال بلير لصحيفة 'ذي أوبزرفر' البريطانية إن 'الأحداث التي أدت إلى عزل مرسي وضعت الجيش المصري أمام خيار بسيط: التدخل أو الفوضى'. وأضاف 'أنا من مؤيدي الديمقراطية، لكن حكومة ديمقراطية لا تعني بالضرورة حكومة فعالة.. اليوم الفعالية هي التحدي'. وقال 'عندما لا تفعل الحكومات ما هو متوقع منها يتظاهر الناس.. لا يريدون انتظار الانتخابات'، معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي أثبتت 'عجزها عن التحول من حركة معارضة إلى حكومة'. وحذر بلير من 'أنه لا يمكننا أن نسمح بانهيار مصر'، داعيا الأسرة الدولية إلى 'البقاء إلى جانب السلطات الجديدة ومساعدة الحكومة الجديدة في القيام بالتغييرات اللازمة، خصوصا في المجال الاقتصادي لتلبية تطلعات الشعب'.