قبل أقل من يومين على بدء شهر رمضان، الذي يُعد أهم موسم للدراما في الوطن العربي، حيث تعجّ القنوات بالمسلسلات والبرامج، يواجه صناع الدراما هذا العام مأزقاً طارئاً. وسبب هذا المأزق هو عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، حيث إن بعض الأعمال الرمضانية تناولت في جوانبها انتقاداً للنظام السياسي، ويخشى صناعها حالياً فقدان زخمها. ودفعت التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الفترة الأخيرة البعض إلى التراجع عما كان ينوي تقديمه خوفاً من عزوف الجمهور. وعلمت "العربية.نت" من مصادر داخل قناة "القاهرة والناس" أن سمر يسري قررت أن تتراجع عن تقديم برنامج يحمل اسم "المرشد" بعد أن خروج جماعة الإخوان من الحكم. ومع بدء عرض الأعمال الدرامية في شهر رمضان المبارك، كان ملفتاً أن يقوم صناع مسلسل "موجة حارة" الذي يقوم ببطولته إياد نصار ودرة ومدحت صالح، بالتنويه عبر مقدمة العمل أنه مخصص لمن هم فوق ال18 عاماً، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في الدراما المصرية، خاصة وأن التصنيف العمري للعمل لم يكن متواجدا سوى في الأعمال السينمائية، وكان في معظم الأحيان يأتي بطلب من هيئة الرقابة على المصنفات الفنية. وأكدت الكاتبة مريم نعوم مؤلف العمل المقتبس عن رواية للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة أن فكرة التنويه جاءت برغبة من صناع العمل، ولم يطلب منهم أحد أن يقوموا بها، مؤكدة أنها مؤمنة بأن العمل يحمل كما كبيراً من القسوة في مشاهده وتفاصيله، ما جعلهم يكتبون جملة افتتاحية للمسلسل تقول "نعيش يوميا واقعا يفوق الخيال في قسوته.. لسنا نحن صناع تلك القسوة، لكنها الحياة"، ليتم بعدها التنويه أن العمل غير مناسب لمن هم دون ال18 من عمرهم. وأوضحت نعوم في حديثها أنها مثلا لا تريد أن يشاهد نجلها المشاهد القاسية التي يحتوي عليها العمل لذلك قررت هي وأسرة العمل أن تكون هناك شفافية بينهم وبين المشاهد، مع تأكيدها على أن هناك أعمالا درامية أخرى تحتوي على مشاهد غير مناسبة للصغار، ولكنهم لا يقومون بالتنويه عن ذلك، غير أن صناع العمل قرروا أن يقوموا بهذه الخطوة كي يكون الكبار في المنزل على علم بأن العمل يحتوي على تفاصيل لا يجوز أن يشاهدها الصغار.