أكدت وزارة الداخلية التونسية يوم الخميس اغتيال النائب المعارض في المجلس الوطني التأسيسي الأمين العام السابق لحركة الشعب محمد البراهمي. وقال مصدر طبي في وزارة الصحة التونسية إن البراهمي توفي إثر تعرضه إلى إطلاق نار وتعرض البراهمي ل 11 طلقة نارية، حسب المصدر. وإثر عملية الاغتيال شهد المجلس التأسيسي التونسي حالة استنفار، وحمل أعضاؤه الحكومة المسؤولية عن اغتيال البراهمي. وأعلن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أن الجمعة سيكون يوم حداد وطني في تونس. بالاضافة إلى ذلك ذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن شهود عيان أن آلاف التونسيين تجمعوا أمام مقر وزارة الداخلية في تونس العاصمة احتجاجا على اغتيال النائب المعارض. وفي حديث لقناة "روسيا اليوم" قالت الصحفية التونسية فاطمة زريق إن الداخلية ذكرت أن البراهمي تعرض لإطلاق نار إثر خروجه من منزله بحي الغزالة بولاية أريانة. وأضافت الصحفية أن الأنباء الواردة تفيد بأن المواطنين من المحتمل أن يجتمعوا بعد الإفطار اليوم بالعاصمة للتعبير عن احتجاجهم. ردود أفعال القوى السياسية والمجتمع التونسي حول اغتيال البراهمي إثر اغتيال المعارض محمد البراهمي أمام بيته، انطلقت مظاهرات بشارع الحبيب بورقيبة أمام مقر وزارة الداخلية في وسط العاصمة للتنديد بهذه الواقعة المروعة، مما دعا قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع المحتشدة أمام وزارة الداخلية . وخرج المواطنون في العديد من المناطق التونسية وخاصة بولاية سيدي بوزيدمسقط رأس الفقيد حيث أضرم محتجون النار في مقر حركة النهضة، مطالبين بإنهاء شرعية الحزب الحاكم. وفي نفس السياق لم يستبعد ناشطون تكرار السيناريو المصري، داعين القوى الحية في البلاد إلى التحالف والوقوف أمام حركة النهضة التي يعتبرون أنها تقف وراء عمليات العنف في البلاد. هذا وعقد المجلس الوطني التأسيسي برئاسة مصطفى بن جعفر مؤتمرا صحفيا، عقب نبأ الاغتيال، قدم فيه التعازي لعائلة الفقيد ولكل الشعب التونسي، معلنا يوم غد الجمعة يوم حداد بالمجلس الوطني التأسيسي. كما طالب السلطات بالتدخل السريع والقيام بالتحقيقات اللازمة للقبض على المتورطين في عملية الاغتيال السياسي، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوحدة بين كل التونسيين "والتوافق بين كل القوى السياسية من أجل تفويت الفرصة على الجهات المستفيدة من الاغتيال". من جانبه دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى اضراب عام غدا الجمعة. وجاء في صفحته على الفيسبوك أنه الاتحاد يعلن "تنفيذ إضراب عام غداً الجمعة بكافة البلاد ضد الإرهاب والعنف وضد الاغتيالات" . من ناحيته قالراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم، إن عملية اغتيال البراهمي عمل "جبان ودنئ". وطالبت حركة النهضة الحكومة ووزارة الداخلية بسرعة القبض على المجرمين الذين اقترفوا هذه الجريمة وكشف الجهات التي تقف وراءها والتي تستهدف استقرار البلاد، كما طالبت جميع الأطراف السياسية في هذه المرحلة الدقيقة بالتحلي بالمسؤولية وضبط النفس. تجدر الاشارة إلى أن اغتيال البراهمي تزامن مع احتفال البلاد بعيد الجمهورية. وجاء اغتيال النائب والمعارض التونسي، بعد يوم واحد من إعلان السلطات التونسية التعرف على مدبري اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي قتل في السادس من فبراير/شباط الماضي.