اتهم أبوبكرعبد الله القربي وزير الخارجية اليمني بعض القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني الشامل المنعقد حاليا بالعاصمة صنعاء بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بأنها تتعمد تجاهل الأهداف الخمسة الرئيسية التي تضمنتها المبادرة الخليجية وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره التي أكد عليها قرارا مجلس الأمن رقم 2014 و2015 . ونقل بيان صدر عن الخارجية اليمنية بصنعاء عن القربي قوله - في كلمة اليمن التي ألقاها الليلة الماضية خلال اجتماع مجلس الأمن المخصص لمناقشة ملف اليمن إن الحلول التي يتفق عليها اليمنيون يجب أن لا تنحرف عن الأهداف الخمسة التي جاءت بها المبادرة الخليجية ، معتبرا أن مؤتمر الحوار الوطني أصبح منبرا للتعبير الحر والشفاف والشجاع عن المواقف المتباينة والمستفزة أيضا، باعتبارها الوسيلة المُثلى لتقبل الرأي الأخر واحترامه، والسبيل إلى تقديم التنازلات حرصا من الجميع على إنجاح المؤتمر. وأكد مسئولية مجلس الأمن في التمسك بقراراته ورفض أية أطروحات لا تلتزم بتلك الأهداف لان الخروج عليها يعني إعطاء الفرصة لكل طرف للتنصل عّما يريد من مكونات المبادرة الخليجية والعودة باليمن إلى المربع الأول مربع العنف والصراع الذي تجنبته اليمن ونجحت في تحقيقه حتى الآن ، نتيجة لتبني المبادرة الخليجية ووحدة موقف مجلس الأمن مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم المبادرة . وقال القربي إن" القضايا الخلافية والمطالب المشروعة لأبناء اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه قد بُحثت في مؤتمر الحوار الوطني بكل شفافية ودون خطوط حمراء، وتم التوافق بين أغلبية المكونات في الحوار على الحلول الناجعة لها، ووضعت المعالجات في إطار الدستور الجديد الذي سيضع ملامح نظام الحكم الجديد، ويحقق العدالة والمشاركة للجميع في الحكم والثروة وفي بناء دولة اتحادية ديمقراطية، ويعالج الاختلالات في الإدارة والحكم والتي كانت سببا رئيسيا في الأزمات السابقة، وسيوفر الضمانات التي تمنع تكرار تجربة الماضي. ونوه بأن هناك مخاوف من تبني صياغات غير واضحة تفتح الباب أمام احتمالات الدعوة للانفصال في المستقبل قد تعيق عمل اللجنة المصغرة 8+8 ، إلا انه وبعد تدخل من الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي والسيد جمال بن عمر استأنفت اللجنة اجتماعاتها من جديد ومن المؤمل أن يتمكن مبعوث أمين عام الأممالمتحدة من تجسير الهوة القائمة بين المتحاورين. وأوضح القربي أنه ونظرا لأهمية هذه النقطة على نتائج الحوار ومستقبل اليمن فان علينا إتاحة الفرصة للتوافق كما تم في المبادرة الخليجية عندما انتظر الجميع حتى تم التوافق على وضع آلية تنفيذية لها ، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي يجب أن يتمثل في نجاح المرحلة الانتقالية والحوار الوطني والوصول بهما إلى تحقيق الهدف المنشود منهما وبصورة كاملة. واستطرد قائلا " إن كل ذلك يجب أن يكون تحت سقف الوحدة اليمنية التي لا تمثل صمام أمان لأمن واستقرار اليمن فحسب بل وللمنطقة والعالم، مشيرا إلى أن دعم المجتمع الدولي لليمن خلال الأزمة يستحق الإشادة وأن البلد بحاجة لمزيد من الدعم لتوفير كافة الإمكانيات حتى يتسنى له المضي قدما في طريق النجاح والوصول به إلى مرحلة الاستقرار الحقيقي وأن ذلك بلا شك سيكون أقل كلفه على المجتمع الدولي من انجرار البلاد إلى طريق العنف والصراعات ولكي يبقى اليمن الشمعة المضيئة في تجربة الربيع العربي والتي يجب الحفاظ عليها. واختتم وزير الخارجية كلمته قائلا "إن اليمنيين وحدهم هم الذين سيقررون مستقبلهم، وان اليمن الموحد هو مطلب يمني ودولي من اجل الحفاظ على امن واستقرار اليمن والأمن والسلم الدوليين،وإننا على ثقة بأنكم ستكونون دائما سندا لليمن كما عهدناكم دائما، ونؤكد لكم بأن اليمنيين من جانبهم مصممون على نجاح نموذجهم الفريد للحل السلمي للأزمة السياسية في اليمن وإنهاء المرحلة الانتقالية وفقا لما هو مخطط لها".