فازت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بالإشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية بجائزة نوبل للسلام. وسيتسلم الفريق الجائزة المقدرة قيمتها 1.25 مليون دولار في أوسلو في العاشر من شهر ديسمبر المقبل والذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل. منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2013 اليوم الجمعة الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تعمل على ازالة هذا النوع من الاسلحة في العالم في عمل خطير يجري عادة بعيدا عن الاضواء. واصبحت المنظمة المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة السورية بموجب قرار تاريخي تبناه مجلس الامن الدولي لمنع اي تدخل عسكري في هذا البلد الذي يشهد نزاعا دمويا مدمرا منذ سنتين ونصف السنة، محور الاحداث والرهانات الدبلوماسية العالمية. لكن الامر لم يكن دائما كذلك. فالمنظمة التي تأسست في 1997 لتطبيق معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، عملت لفترة طويلة بعيدا عن الاضواء ودمرت اكثر من 57 الف طن من الاسلحة في العراق وليبيا وروسيا والولايات المتحدة. وقال الناطق باسمها ميشال لوهان لوكالة فرانس برس ان "عمل المنظمة كان سنوات وسنوات من الدبلوماسية الصبورة". واضاف ان "ثباتنا بدون ضجيج في عمل تدمير بطيء نأمل ان يلقى تقديرا اكبر على مر الايام". ومدير المنظمة الدبلوماسي التركي الخبير في نزاع الاسلحة احمد اوزومجو يشغل هذا المنصب منذ 2010. وقد كان سفيرا لبلده في النمسا ثم في اسرائيل ومثل الوفد التركي لدى حلف شمال الاطلسي. وقال دبلوماسي تركي طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان اوزومجو "يتقن الفرنسية والانكليزية وخبرته تتركز خصوصا في ادارة الازمات". واضاف انه "يعرف جيدا الملف الروسي في نزاع الاسلحة ومثل تركيا عدة مرات في الحلف الاطلسي". واصبحت المنظمة بشكل مفاجئ في الفترة الاخيرة محط انظار الاعلام عندما صوت مجلس الامن الدولي على القرار 2118 على اساس اتفاق ابرم بين روسيا والولايات المتحدة بعد هجوم كيميائي وقع في 21 آب/اغسطس في احدى ضواحي دمشق وسقط فيه عدد كبير من القتلى. وقال الخبير في الاسلحة الكيميائية دان كازيتا العسكري الاميركي السابق لفرانس برس ان "منظمة حظر الاسلحة الكيميائية قامت بعمل جيد جدا لسنوات لكن كثيرين سمعوا عنها بسبب سوريا فقط". واضاف "لقد عملوا بعيدا عن الاضواء". ورأى هذا الخبير الذي يقيم في لندن، ان المنظمة تعاني من "نقص التمويل"، موضحا انه "قد يساعدهم الفوز بجائز نوبل على الحصول على مزيد من الاموال". وتشرف المنظمة التي تقع مبانيها ومختبراتها في ضاحية لاهاي الراقية، في الواقع على تطبيق معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية التي وقعت في 31 كانون الثاني/يناير 1993 في باريس ودخلت حيز التنفيذ في 29 نيسان/ابريل 1997. وتهدف هذه المعاهدة التي تعد اول اتفاق متعدد الاطراف لازالة احد انواع اسلحة الدمار الشامل، الى الحظر الكامل للاسلحة الكيميائية وتدمير ترساناتها في العالم. وتمنع المعاهدة التي تستند الى بروتوكول جنيف الموقع في 1925، الابحاث المتعلقة بالاسلحة الكيميائية وانتاجها وتخزينها واستخامها. كما تمنع موقعيها من مساعدة اي بلد على انتاج هذه الاسلحة او استخدامها. وتؤمن المنظمة مساعدة وحماية الى اي دولة موقعة للاتفاقية وتواجه تهديدات او هجمات باسلحة كيميائية. ويعالج النساء والرجال في المنظمة يوميا منتجات خطيرة. فاي تماس مع غاز السارين يؤدي الى الموت بتوقف القلب والتنفس فورا. وهم يقومون بمهماتهم وهم يرتدون البسة واقية. وللمرة الاولى ينفذون مهمة في بلد يشهد نزاعا. وهم مزودون هناك ايضا بسترات وخوذ واقية من الرصاص. وصرح اوزومجو لقناة "ان ار كاي" للتلفزيون النروجي "اعلم ان جائزة نوبل للسلام ستساعدنا خلال الاشهر المقبلة على تعزيز الطابع العالمي لمعاهدة" 1993 حول حظر الاسلحة الكيميائية. فالمعاهدة تضم حتى الآن 189 بلدا تشكل 98 بالمئة من سكان العالم. لكن اربع دول هي كوريا الشمالية وانغولا ومصر وجنوب السودان، لم توقع المعاهدة ولم تصادق عليها. ووقعت كل من بورما واسرائيل المعاهدة في 1993 لكنهما لم تصادقا عليها، كما قالت المنظمة على موقعها الالكتروني. وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ الاثنين بالنسبة لسوريا. ويمكن للدول الاعضاء ان تخضع لتفتيش مواقع مشبوهة بانذار مسبق قبل فترة قصيرة جدا. واشرف المنظمة بين 1997 و2013 على تدمير 81 بالمئة من المخزونات العالمية المعالنة لعناصر كيميائية واكثر من 57 بالمئة من الذخائر والحاويات الكيميائية المتسهدفة بالمعاهدة، حسب موقعها الالكتروني.