دعونا نتحدث قليلا حول برنامج واتس آب ! في هذه المقالة التي ستكون أقرب للسخرية منها إلى التحليل التقني، ولكن الهدف هو معالجة الواقع الذي نعيشه، وإفادة المستخدم بالذي يحصل له في هذا العالم التقني المتسارع ! فيسبوك اشترت برنامج واتس آب، ماذا يعني هذا؟ ما هي القصة؟ ولماذا اشترت فيسبوك واتس آب؟ يقال أم مالك فيسبوك المسمى مارك زوكربيرج، كان يستخدم واتس آب، لكن تفاجئ أن اشتراكه السنوي انتهى، فغضب وقرر شراء شركة واتس آب كلها :) نمزح معكم. القصة باختصار قامت فيسبوك بشراء برنامج واتس آب مقابل 19 مليار دولار، بدون الخوض في تفاصيل الصفقة، فإن هذا المبلغ ضخم جدا، فإذا عرفنا أنه يفوق ميزانية دولة مثل الأردن، أو يقارب ميزانية الجزائر، فضلا عن تجاوزه لأملاك دول بعينها من مخزونها المالي بالدولار !، سيطرح التساؤل التالي: ما الذي دفع فيسبوك لدفع هذا المبلغ الضخم مقابل برنامج محادثة؟ وكان بإمكانهم إنشاء برنامج محادثة شبيه وسيحصلون على مستخدمين يعادلونه ! الجواب: فيسبوك أرادت اختصار الطريق، فبدلا من الاستثمار في برنامج محادثة من الجذور، لا بأس بدفع مبلغ ضخم مقابل تطبيق ناجح، والدليل أن جوجل عرضت شراء واتس آب لكن بمبلغ أقل، ثم عرضت نفس المبلغ، لكن سبقتها فيسبوك، طبعا فواتس آب يستحق هذا المبلغ إذا عرفنا أن عدد المستخدمين يفوق 450 مليون مستخدم حول العالم، 70 ٪ منهم نشطون يوميا، وهو رقم ضخم بالطبع، مما ينتج عنه أكثر من 50 مليار رسالة يوميا، وهو عدد يفوق عدد النشاطات على فيسبوك وتويتر مجتمعين، وغيرها من التفاصيل ! فيسبوك سمعتها سيئة مع الخصوصية، ماذا سيحصل الآن؟ نعم مشهور على فيسبوك أنها لا تحترم الخصوصية، أو هذا ما يقوله المتابعون، حيث أنه يتم نعته بسوق بيع معلومات المستخدمين لوكالات الاستخبارات وبكل بساطة، لهذا يخافها الكثيرون ويهاب استخدام خدماتها، لكن ماذا سيحصل بعد شراءها لتطبيق واتس آب ؟ الجواب: بحسب تصريحاتهم، سواء أصحاب واتس آبل أو شركة فيسبوك، فإن التطبيق من هنا وإلى 4 سنوات سيبقى على حاله، دون المساس بسياسته في الخصوصية، ولكن قد يكون هناك تحديثات تجريها فيسبوك على واتس آب، منها تحديث السيرفرات الخاصة به، وهذا من أجل إضافة ميزات مهمة لمنافسة باقي التطبيقات، مثل المحادثات الصوتية، بل ممكن حتى إدماج شبكة اجتماعية والعديد من الخدمات. شائعة حول سبب توقف تطبيق واتس آب البارحة: نعم توقف تطبيق واتس آبل البارحة لمدة ساعتين، وصرح المسؤولون عنه أنه بسبب تحديث للسيرفرات الخاصة بهم، وتم حل المشكل خلال ساعتين، خلالها انتشرت شائعات مضحكة من بينها: أن العطل ناتج عن قيام فيسبوك بزرع كاميرا HD داخل التطبيق، تقوم بالتصوير دون إحساس منها، وإشاعة أخرى تقول: أن العطل ناتج عن قيام فيسبوك بجمع كل البيانات والرسائل، مما سبب مشاكلا للتطبيق ففضحهم الله بتوقفه !! :) طبعا من يملك أدنى مسكة من عقل لا يمكنه أن يصدق هذا الكلام التافه، لكن مرض الخوف من فقدان الخصوصية والتجسس صار منتشرا، وحصلت هجرة جماعية من تطبيق واتس آب إلى تطبيقات أخرى بديلة، لاعتقادهم أن فيسبوك وصاحبها اليهودي اشترى واتس آب للتجسس عليهم، في حين أن الجميع غفل عن كون مؤسس تطبيق واتس آب يهودي أيضا :) فإذا رجعنا إلى مشكلة الخصوصية سنجيب عن هذا بقولنا: نعم إنه من حق أي مستخدم أو إنسان حول العالم أن يحصل على الخصوصية في حياته، ولا يحق لأي شركة تقدم له الخدمات أن تتجسس عليه، لكن الكثيرون الخصوصية سببت لهم هاجسا وخوفا، حتى ظن البعض أنهم يتبادلون معلومات نووية يخافون أن تتجسس عليهم أمريكا واليهود وتحصل عليها، وهذا ما حصل منذ مدة ولا يزال يتكرر. لعلنا لن نطيل الكلام حول هذا الأمر ونترككم تشاهدون هذا الفيديو الساخر وهو سيجيبكم حول قضية الخصوصية: