هدد المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، إسرائيل ب"أبواب من جهنم" إذا ما أقدمت على شن حرب على قطاع غزة، بعد ساعات قليلة من تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتوسيع العدوان على غزة لمنع استمرار اطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل. وقال أبو زهري، قبيل تأكيد إسرائيل العثور على المستوطنين، إن "الاحتلال يتحمل المسؤولية عن التصعيد، ونتنياهو يحاول قلب الصورة، وعليه أن يدرك أن تهديداته لا تخيف حماس"، مؤكداً أنه إذا أقدم الاحتلال على شن حرب على غزة فإن أبواب جهنم ستفتح عليه. وقبل ذلك، حذر عضو المكتب السياسي ل"حماس"، عزت الرشق، من أن أي حرب على قطاع غزة تنفيذاً لتهديدات نتنياهو، "ستجر المنطقة إلى مربع ملتهب"، وفق ما جاء على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك". وأكد الرشق أن "الاقتحامات التي لم تتوقف في الضفة الغربيةالمحتلة، والغارات التي لم تهدأ على قطاع غزة، هي محاولات يائسة من الاحتلال لتغطية فشله الذريع في قضية المستوطنين الثلاثة". ولفت إلى أن "نتنياهو الفاشل يهرب إلى الأمام ويقفز في الهواء ويخدع الشارع الصهيوني بالتهديدات التي يطلقها خبط عشواء ضد غزة والمقاومة الفلسطينية". ورأى القيادي في "حماس" أنه إذا كان نتنياهو يمتلك قرار البدء في التصعيد اليوم، فلن يمتلك قرار وقفه غداً، في إشارة إلى أن المقاومة وحدها هي من يمتلك قرار التهدئة إذا ذهب الاحتلال إلى حرب واسعة ضد القطاع على غرار حربه في العامين 2008 و2012. وكان نتنياهو قد اتهم "حماس" بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وهدد بتكثيف العمل العسكري لوقف تلك الهجمات. وقال "إما أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ، أو نوقفها نحن". واتهمت تل أبيب حركة "حماس" لأول مرة منذ أكثر من عام، بالمسؤولية عن إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة. لكن "حماس" لم تعلّق على ذلك، غير أن مقاتلين من ذراعها العسكرية، "كتائب القسّام"، تعهدوا باستمرار المقاومة، خلال مشاركتهم في تشييع جثمان أحد نشطاء "القسّام"، محمد العبيد، الذي استشهد أمس الأحد في قصف مدفعي جنوبي القطاع. واعترفت إسرائيل بسقوط أكثر من 15 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة على الأراضي المحتلة، من دون وقوع إصابات في القصف، لكن الانفجارات أحدثت دوياً كبيراً وحالة من الهلع في صفوف المستوطنين الإسرائيليين. وأعلنت إسرائيل، رسمياً مساء اليوم، عبر بيان للجيش الإسرائيلي عن العثور على جثث المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة الذين اختفوا قبل 18 يوماً بالقرب من منطقة حلحول في الضفة الغربية، التي تبعد نحو عشر دقائق من المكان الذي شوهدوا فيه للمرة الأخيرة. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة قبل إعلان النبأ رسمياً إن رئيس أركان الجيش، بني غانتس، تواجد مع القوات المعززة التي انتشرت حول بلدة حلحول شمالي الخليل. وأضافت القناة أن النبأ أعلن رسمياً لعائلات المستوطنين قرابة السابعة مساء بعد التأكد من هوية الجثث بالاعتماد على الملابس التي تم العثور عليها. وأشارت القناة العاشرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدأ منذ ساعات بعد العصر مشاورات مكثفة مع رؤساء كتل الائتلاف الحكومي، تمهيداً لبدء مشاورات أمنية الليلة يعقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية. وبعد العثور على الجثث، انتشرت قوات كبيرة من جيش الإحتلال الإسرائيلي في منطقة "خربة أرنبة" غربي مدينة حلحول شمال الخليل. وأكدت مصادر فلسطينية ل"العربي الجديد" وجود عمليات إنزال للطيران الحربي الإسرائيلي في تلك المنطقة، مع تأكيد هبوط طائرة عمودية واقلاعها من المكان بعد نحو عشر دقائق". وشهدت مدينة حلحول تعزيزات عسكرية مكثفة لقوات الاحتلال"، فيما قال أحد المصورين في مدينة الخليل "نحن نتواجد على مسافة كيلومتر بعيداً عن المنطقة التي أعلن عنها الجيش منطقة عسكرية مغلقة، وتم منعنا من الاقتراب والتصوير". وكانت إسرائيل شّنت منذ وقوع عملية الاختطاف قبل 18 يوماً حملة عسكرية في الضفة الغربية وفرضت طوقاً أمنياً على مدينة الخليل. واستغلت إسرائيل العملية لشن اعتقالات واسعة في صفوف عناصر وقيادات حركة "حماس"، في حين اتهم نتنياهو الحركة بالمسؤولية عن العملية بعد ثلاثة أيام من وقوعها. واتهمت إسرائيل في اليومين الماضيين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة من حركة "حماس" في الخليل بالمسؤولية عن تنفيذ العملية. وأكدت مصادر من عائلة أبو عيشة "اقتحام منزل العائلة وعائلة القواسمي التي تسكن في الحي، بشكل عنيف وهمجي على يد عشرات من جنود الاحتلال".