يواصل الاحتلال حملته في الضفة الغربية في إطار ما سماه البحث عن المسؤول عن اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، كما شن الاحتلال ضربات في قطاع غزة انتقاما لفقد إسرائيليين، في غضون ذلك حثت الأممالمتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وخلال عمليات مداهمة جرت فجر اليوم في مخيم جنين في الضفة الغربية، استشهد فتى فلسطيني حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال. ويأتي اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين في إطار حملة دهم واعتقالات شملت أربعة فلسطينيين في المخيم. وقالت مصادر محلية إن عشرات الجنود الإسرائيليين اقتحموا المخيم، وشنوا حملات دهم لمنازل الفلسطينيين مما أدلى لاندلاع مواجهات مع الشبان قتل خلالها الفتى يوسف أبو زغير (16 عاما) برصاص القوات الإسرائيلية. وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن أهالي مخيم جنين شاركوا في مسيرة حاشدة انطلقت عقب أذان الفجر تنديدا باستشهاد أبو زغير، وسط مطالبات لفصائل المقاومة بالانتقام. وتأتي حملة المداهمات بمخيم جنين عقب العثور على جثث المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة الذين اختفوا يوم 12 يونيو/حزيران الماضي في الخليل بالضفة الغربية. واتهمت إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمسؤولية عن اختفائهم. وقد فجرت قوات الاحتلال منزلي مروان القواسمي وعامر أبو عيشة اللذين تتهمهما إسرائيل بقتل المستوطنين الثلاثة. وفي سياق ذي صلة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم عشرات الغارات الجوية على أهداف مختلفة في قطاع غزة بينها مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن أربعة عمال أصيبوا بجروح مختلفة جراء الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت فجر اليوم سلسلة غارات عنيفة ومتزامنة على مواقع لفصائل المقاومة الفلسطينية وأراض زراعية في مناطق متفرقة من القطاع. وقالت مصادر أمنية في غزة إن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من ثلاثين غارة جوية بشكل متزامن إلى جانب قصف شارك فيه سلاح المدفعية والزوارق الحربية مما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المواقع المستهدفة. وفي ظل مواصلة الاحتلال إجراءاته الانتقامية من الفلسطينيين، حث مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الإسرائيليين والفلسطينيين على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني في إفادة صحفية في جنيف "نحث كل الأطراف على الامتناع عن معاقبة أفراد على جرائم لم يرتكبوها شخصيا أو بفرض عقوبات جماعية". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دان أمس مقتل المستوطنين الثلاثة، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ضبط النفس وتجنب تصعيد الموقف، كما حثت الولاياتالمتحدة إسرائيل والفلسطينيين على ضبط النفس والاستمرار في التعاون الأمني. يأتي ذلك في وقت اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بخطف وقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، وتوعدها بدفع الثمن. في المقابل حذر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري نتنياهو من أي جريمة يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ردا على مقتل الإسرائيليين الثلاثة. وقال أبو زهري في لقاء مع الجزيرة إن رد حماس على أي اعتداء سيكون أقوى من كل المعارك السابقة. من جهته أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس اتصالات مكثفة مع واشنطن وعواصم أوروبية لإثناء إسرائيل عن القيام بعملية عسكرية انتقامية. ونقل عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله إن عباس دعا إلى اجتماع عاجل وطارئ للقيادة الفلسطينية صباح اليوم لبحث التطورات السياسية وتداعيات الأحداث الأخيرة. الجزيرة نت