أعلنت مصر اليوم الجمعة أن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القاهرة حول تهدئة طويلة الأمد أحرزت تقدما ودعت إلى تمديد الهدنة, في حين اتهم أعضاء في الوفد الفلسطيني المفاوض إسرائيل بالمراوغة والتعنت لإضاعة الوقت. وقالت الخارجية المصرية في بيان إن المفاوضات التي جرت في الأيام القليلة الماضية أفضت إلى "اتفاق حول الغالبية العظمى من الموضوعات ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني، وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم". وأضاف البيان أن هذا التقدم المحرز في المفاوضات "يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي تتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها". وتحدث عن جهود دؤوبة بذلتها القاهرة في الأيام الماضية لتقريب وجهات النظر ورعاية المفاوضات غير المباشرة، وصولا إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له من مخاطر استئناف العمليات العسكرية، حسب تعبير الخارجية المصرية. ولم يحدد البيان القضايا التي تم الاتفاق حولها أو التي لا يزال التفاوض جاريا بشأنها. ويضع الوفد الفلسطيني -الذي يضم الفصائل الرئيسية- على رأس أولوياته رفع الحصار نهائيا عن قطاع غزة, ويشمل ذلك إنشاء ميناء بحري وتفعيل المطار المدمر وفتح المعابر. وترفض إسرائيل حتى الآن بعض هذه المطالب الرئيسية للمقاومة الفلسطينية, خاصة ما يتعلق بإنشاء ميناء بحري, فضلا عن التعهد بوقف العدوان والاغتيالات. ودعت الخارجية المصرية في البيان نفسه إلى ضبط النفس, والامتناع عن التصعيد العسكري, والعودة فورا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار. وفي مقابل حديث الخارجية المصرية عن تقدم في المفاوضات, أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعضو الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة عزت الرشق أن الوفد لم يتسلم بعد أي رد على مطالبه. واتهم الرشق إسرائيل بالمراوغة فيما يتعلق بالمطالب الفلسطينية وبإضاعة الوقت, قائلا إنها تتحمل مسؤولية ذلك. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن هناك تعنتا إسرائيليا واضحا في المفاوضات, متهما إسرائيل بمحاولة للالتفاف على مطالب المقاومة الفلسطينية. وأكد البطش إصرار الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة على الشروط الفلسطينية لتحقيق التهدئة، وأعرب عن أمله في أن يكون إعلان الخارجية المصرية عن تحقيق تقدم في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حقيقيا. من جهته, قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي بغزة إن خيارات المقاومة مفتوحة, وشدد على ضرورة الاستجابة لمطالبها, متهما بدوره إسرائيل بالتعنت. وفي القاهرة, قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحمد إن الفلسطينيين ملتزمون بتحقيق اتفاق تهدئة بعيد الأمد. وأضاف أن الوفد أبلغ المصريين بأنه سيظل في القاهرة لتحقيق اتفاق يعيد للفلسطينيين حقوقهم.