أصدرت الحكومة السودانية قراراً بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم والولايات وأمرت الملحق الثقافي الإيراني بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة، في حين عزت مصادر القرار المفاجئ إلى الرغبة في "تحسين العلاقات مع دول الخليج". وتُعدّ الخطوة مفاجئة وتراجعاً في علاقات الخرطوموطهران، التي شهدت خلال الفترة الماضية تقارباً قوياً أقلق عدداً من الدول العربية ولاسيما دول الخليج. وذكرت صحيفة "العربي الجديد، نقلا عن مصدر وصفته ب"المسؤول" في وزارة الخارجية السودانية أن تنفيذ أوامر الطرد بدأ فور صدور القرار. وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الخطوة جاءت استجابة للوساطة التي تقودها بعض الدول العربية، خصوصاً البحرين، لإعادة العلاقات بين السودان ودولتي الإمارات والسعودية اللتين اتخذتا مواقف متشدّدة تجاه الخرطوم بسبب طهران وتخوّفها من التمدّد الشيعي في السودان". وكانت السعودية قد اتخذت حزمة من العقوبات الاقتصادية تجاه السودان، بحيث منعت التعاملات المصرفية مع الأخير، كما سبق أن أعادت طائرة كان يستقلها الرئيس السوداني عمر البشير، ومتجهه إلى إيران، بعدما رفضت السماح لها بالمرور عبر الأجواء السعودية. وقال المحلل السياسي الطيب زين العابدين إن "الخطوة تأتي في إطار تحسين علاقات السودان مع دول الخليج والسعودية، التي ظلت تشكو من نشاط الملحقية الثقافية الإيرانية، على اعتبار أنه نشاط طائفي". كذلك لفت إلى أنّ الخطوة تأتي استجابة للوساطات الكثيرة التي ترى أن علاقة الخرطومبطهران تعد أقوى من اللازم. وأضاف زين العابدين أن "الحصار الخارجي على السودان كان قوياً، وهو سبب الخطوة، خصوصاً أن الملحقية الثقافية ظلت تمارس نشاطها طوال الفترة السابقة دون أن يعترضها أحد". وأثار التمدد الشيعي جدلاً في السودان، حيث علت أصوات داخل المساجد تطالب بإغلاق الحسينيات. وسبق أن أكّدت تقارير إعلامية أنّ عدد معتنقي المذهب الشيعي وصل إلى 12 ألف شخص معظمهم من طلاب الجامعات ممن يرتادون حلقات أسبوعية تقيمها الملحقية الثقافية الإيرانية بالبلاد.