اكد وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على اهمية دعم اليمن في الظروف الاستتثنائية التي تمر بها البلاد منوها الى اهمية تجنيب اليمن الانزلاق الى العنف والصراعات المسلحة . وقال سعود الفيصل في كلمة له في الاجتماع الثامن لاصدقاء اليمن الذي عقد اليوم بنيويورك :" إن لاجتماعنا هذا أهمية استثنائية كبرى، بالنظر للأوضاع الخطيرة والمتسارعة التي تواجهها الجمهورية اليمنية، والتي تستدعي منا جميعا وقوفنا معها واقتراح الحلول اللازمة لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة، والتي يُخشى إن لم نتداركها أن تقود لا سمح الله إلى مزيد من الانحدار نحو العنف والصراع ، والذي سيكون الشعب اليمني ضحيته الأولى، وأن تقوِّض ما توصل له اليمنيون من اتفاقات بناءة لاستكمال العملية السياسية السلمية وفقا لمقررات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني ، بالإضافة إلى أن دائرة العنف والصراع ستمتد بلا شك لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وقد تصل لمرحلة تجعل من الصعوبة بمكان إخمادها مهما بذل لذلك من جهود وموارد ". وأضاف:" وقد سبق لنا الترحيب باتفاق السلم والشراكة الوطنية المبرم يوم الأحد الماضي 21 سبتمبر بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وكان املنا أن يحقق تطلعات الشعب اليمني نحو وقف العنف والاقتتال واستكمال العملية السياسية واستئناف التنمية والبناء" . وأشاد وزير الخارجية السعودي بما بذله الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور هادي من جهود مكثفة للوصول إلى اتفاق يجنب اليمن وأبناءه العنف والفوضى وإراقة الدماء. وأستدرك قائلا :" إلا أن عدم تنفيذ الملحق الأمني للاتفاق وعدم انفاذ الاتفاق نفسه على الوجه المطلوب من قبل جماعة الحوثي قد بدد تلك الآمال، ونحن بذلك ندعو جميع الأطراف المعنية إلى التطبيق الكامل والعاجل لكافة بنود الاتفاق ، كما نحث المجتمع الدولي إلى تقديم جميع أوجه المساعدة لليمن في هذا الشأن". واستطرد الأمير سعود الفيصل قائلا :" لقد وقفت المملكة العربية السعودية بكافة إمكاناتها مع الشعب اليمني الشقيق، وقدمت له كل ما تستطيع من عون ومساندة ، إدراكا منها لخطورة التحديات والمخاطر التي يواجهها وأهمية وقوف الجميع معه لتجاوزها ، انطلاقا من أواصر الأخوة والجوار والمصير المشترك التي تربط الشعبين الشقيقين" .. مبينا أن المملكة أكدت في مناسبات عديدة على دعمها الكامل للجهود الدولية الساعية لمساعدة اليمن على مواجهة مصاعبه ومنع المعرقلين للعملية السياسية من مواصلة أعمالهم التخريبية سواء أشخاص أو جماعات، ووقف التدخلات الخارجية المحركة لمثل هذه التصرفات، والتي تضر باليمن وتزعزع جهود أبنائه لاستعادة الاستقرار واستئناف مسيرة التنمية والبناء، ومن ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2140 ، والصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي نأمل أن يتم وضع آلياته وتنفيذه بالصورة المطلوبة لردع المعرقلين لمسيرة اليمن السياسية والاقتصادية. ولفت إلى تأييد بلاده في نفس السياق للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 29 أغسطس والذي سمّى بعض المعرقلين الرئيسيين للعملية السياسية ، وأعرب عن قلقه البالغ لتدهور الأوضاع الأمنية في اليمن بسبب الأعمال التي يقومون بها لتقويض العملية السياسية والأمن في اليمن، وإدانته القوية لتصرفاتهم .. مؤكدا دعم بلاده لدعوة البيان الرئاسي إلى الامتناع عن التدخل الخارجي في اليمن بهدف تأجيج الصراعات وزعزعة الاستقرار، وحثه على دعم المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن . ودعا وزير الخارجية السعودي في ذات الوقت إلى إصدار قرار إلحاقي قوي مع آلية تنفيذ مناسبة ، يرقى إلى مستوى التطورات الخطيرة في اليمن، ويجرِّم المعرقلين جميعهم ومن وراءهم، ممن ثبت سعيهم إلى إفشال العملية السياسية الانتقالية ودفعهم البلاد نحو الفوضى والصراع . ومضى قائلا :" ورغم هذه الصورة القاتمة للأوضاع إلا أننا نبقى متفائلين بأن المخلصين من أبناء اليمن العريق لن ينقادوا إلى ذلك، وسيتجاوزون هذه المرحلة الحرجة بسلام لاستكمال المرحلة السياسية الحالية بصورة سلمية، وبما يحقق وحدة بلادهم وأمنها ومستقبلها ". وتابع :" وبلا شك فإن ما أنجزه الشعب اليمني منذ بدء سريان المبادرة الخليجية في شهر إبريل 2011م إلى الآن من إنجازات، رغم الظروف الصعبة، جدير بأن يشكل حافزا يؤكد أهمية استكمال اليمن لبنودها ودعم الرئيس للعودة لمخرجات الحوار الوطني، والمتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية، واختتام الحوار الوطني وإقرار مخرجاته، وبدء لجنة صياغة الدستور جلساتها العامة ، و الإعداد للإنتخابات، بالإضافة لما أقرته الحكومة من إصلاحات اقتصادية تصب في صالح الشعب اليمني واستئناف مسيرة التنمية".. مشيرا إلى أن هذا لن يتم إلا بتنفيذ ما تضمنه الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة. وأردف الأمير الفيصل قائلا :" لعلنا نتفق جميعا في هذا السياق أن اليمن لن يتمكن بمفرده من مواجهة هذه المصاعب المحدقة ، وأن على المجتمع الدولي واجباً كبيراً لمد يد المساعدة والعون له" .. مجددا الدعوة في ختام كلمته للدول والهيئات والصناديق المانحة لتنفيذ تعهداتها السابقة تجاه اليمن، والمسارعة في تخصيصها بالنظر للظروف الملحة التي يمر بها وصفتها العاجلة، وفقاً لما تم التأكيد عليه في اجتماعات المجموعة السابقة ، وآخرها اجتماعها الوزاري المنعقد في نيويورك في شهر سبتمبر من العام الماضي.