تبدأ المحكمة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة الاحد القادم محاكمة المتهم الايراني بالتجسس لصالح اسرائيل ضد مصالح اليمن والدين الاسلامي، بتهمة "إقامة وطن قومي للبهائية". وتتهم النيابة حامد ميرزا كمالي سروستاني (ايراني الجنسية)، انتحل اسم حامد كمال محمد بن حيدرة ويبلغ من العمر (51 عاما)، الذي يقيم في ارخبيل سقطرى وفي المكلا بذريعة اعمال حرة بأنه خلال العام 1991م وحتى العام 2014م، سعى لدولة أجنبية هي (اسرائيل) ممثلة بما يسمى "بيت العدل الأعظم" التي يعمل لمصلحتها لنشر الديانة البهائية في اراضي الجمهورية اليمنية والتحريض على اعتناق تلك الديانة من خلال السعي للتغرير على بعض اليمنيين بغية إخراجهم من الدين الإسلامي ليعتنقوا هذه الديانة المزعومة الأمر الذي من شأنه الاضرار بمركز اليمن السياسي والمساس باستقلالها وسلامة اراضيها". وتضمن قرار الاتهام قيام المتهم بعدد من الأفعال الاجرامية لخصتها النيابة الجزائية في ارتكاب افعال ماسه بأمن واستقلال اليمن ووحدته وسلامة اراضيه وذلك بان سعى وعمل منذ دخوله الاراضي اليمنية عام 1991م ومن قبله والده على تأسيس وطن قومي لمعتنقي الديانة البهائية المزعومة على أراضي الجمهورية اليمنية في إحدى جزر أرخبيل سقطرى وفي المكلا محافظة حضرموت وأمانة العاصمة صنعاء وبأسماء مستعارة وذلك بإقامة مشاريع اقتصادية ومساكن ومراكز ايواء تستوعب اصحاب الديانة البهائية الوافدين الى اليمن من الدول العربية وشرق اسيا تنفيذا لتوجيهات ما يسمى "بيت العدل الأعظم" في اسرائيل. وكشفت النيابة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة في قرار الاتهام ان المتهم حرض عدد من المسلمين على الردة والخروج من الاسلام والدخول في الديانة البهائية بأن اغراهم على ذلك باستخدام المال والمساعدات الخيرية لاستغلال الاسر الفقيرة والأطفال والظهور الزائف بمكارم الاخلاق لكسب ثقتهم وقام بتوزيع الكتب الخاصة بالديانة البهائية عن طريق الانترنت والمنتديات إلى جانب قيامه بدروس تقوية في المناهج التعليمية ومحو الامية والتي من خلالها تدرس الديانة البهائية وفقا لمناهج تعد من توجيهات ما يسمى ب"البيت الأعظم" عن عمد وإصرار الأمر الذي يتنافى مع قواعد الاسلام وأركانه. وأوضحت النيابة الجزائية أن المتهم قام بعقد العديد من الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات والندوات في عدة محافل ومنازل ومنتديات تابعة له تضم بهائيين ويمنيين لانتخاب أعضاء ما يسمى ب"المحفل المقدس المركزي" وتشكيله على هيئة فروع للمحافظات وكان من شأن ذلك خروج عدد من المسلمين من الدين الاسلامي الحنيف ودخولهم الديانة البهائية. كما كشفت النيابة الجزائية ان المتهم حامد ميرزا كمالي سروستاني قام بتزويرات متعددة في محررات رسمية وأدلى ببيانات كاذبة وتغيير وثائقه الشخصية من البطاقة الشخصية وجواز السفر باسم يمني وغيرها من المحررات واستعملها من اجل شراء الاراضي وعمل مشاريع تجارية الغرض منها استقدام اعداد كبيرة من البهائيين إلى اليمن. وكانت النيابة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة استكملت تحقيقاتها في قضية المتهم وأحالت ملفه للمحكمة في ال11 من يناير الجاري.
ماهي البهائية الجدير بالذكر أن البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية، أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر. ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر، ويوجد حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للبهائية، يتوزعون في معظم دول العالم بنسب متفاوتة. ويربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 ه). كانت البابية قد تأسست على يد علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر، وجدير بالذكر أن أول من آمن بالباب وهو الملا حسين بشروئي قد درس عند أحمد الأحسائي ثم عند كاظم الرشتي اللذان يعدان من أبرز رموز الشيخية. يدعي الذين يعارضون الدين البهائي ان للبهائيين علاقة وثيقة باليهود، وأن اليهود ساعدوا البهائيين خلال مراحل مختلفة، وان البهائيين لعبوا دورا هاما في والتعاون مع الإنجليز لتأسيس ودعم دولة أسرائيل. يؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات الكبرى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها: الإسلام والزردشتية واليهودية والمسيحية. ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لهداية البشر أينما كانوا عبر العصور، وبأنها نشأت في مجتمعات كانت تدين بديانات سابقة وبنت الواحدة على الأساس الذي وضعته الأخرى. وهذا أحد أهم المعتقدات البهائية التي تقوم على أساسها علاقتها بالأديان الأخرى واتباع هذه الأديان. ويعتقد البهائيون انه كما نجد أن للمسيحية على سبيل المثال جذورا في الديانة اليهودية، فأن للبهائية جذورا في الديانة الإسلامية. غير ان هذا لايعني بأن الدين البهائي فرقة من الإسلام أو فرع من الديانات السابقة، بل يؤمن اتباعه بأن دينهم هو دين مستقل منذ بداياته وله كتبه وشرائعه المستقلة.