ظهرت الساحات في العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية تعيد الى الأذهان ما كان قائما ابان اندلاع ثورة فبراير من العام 2011م ضد نظام الرئيس السابق علي صالح في تصاعد ضد الحوثيين تحولاً ملحوظاً من خلال المسيرة التي قادها محتجون ساروا بتظاهراتهم إلى أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، منددين بانقلاب الحوثيين على الشرعية والتحالف القائم بينهم وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكانت المسيرات الحاشدة في صنعاء وخارجها هي المتغير المتصاعد اللافت والمنذر بموقف بدأ يتصلب ويتصاعد ضد الحوثيين المنقلبين على الشرعية في صنعاء، وهو الامر الذي يشير إلى قلب المعادلة لمصلحة الشرعية في البلاد، وعكست المظاهرات رسالة للانقلابيين مفادها أن لا رجعة عن حركة احتجاجات ضدهم والمطالبة بعدول هادي عن استقالته . ولم تجد المسيرات التي اندلعت وخاصة في صنعاء أي مقاومة فعلية من المسلحين الحوثيين، عدا محاولات بعض العناصر الدخول عنوة في تلك المسيرات ومحاولة ترديد هتافات تؤيد الحوثيين واللجان الشعبية، إلا أن ذلك أدى إلى احتكاك مع المحتجين واشتباك بالأيدي، خلف مصابين بين المتظاهرين المحتجين . وردد المتظاهرون الذين تجمعوا تلبية لدعوة من حركة "رفض" التي أعلنت مؤخراً في عدد من المحافظات ضد الميليشيات الحوثية شعارات مثل "يسقط يسقط حكم الحوثي" و"لا حوثي بعد اليوم" و"عاش الشعب اليمني عاش لا حوثي ولا عفاش" في إشارة إلى اسم يطلق على الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ترك السلطة بعد انتفاضة عام ،2011 وأشار مجلس الأمن الدولي إلى أن صالح ساعد الحوثيين في السيطرة على صنعاء في سبتمبر و"حرية حرية نريد دولة مدنية" . وانطلقت المظاهرة من ساحة التغيير بصنعاء، وجابت عدداً من الشوارع الأخرى . وقال عادل شمسان المسؤول الإعلامي لحركة رفض إنهم يؤكدون تمسكهم بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي من خلال هذه التظاهرة: "نحن نرفض أن تكون دولتنا بيد جماعة بعينها ونرفض العملية الانقلابية التي اقدمت عليها ميليشيا الحوثي" . وأكد شمسان استمرار دعوتهم للمشاركة في هذه المظاهرة للمطالبة برحيل "الميليشيات" التي عبثت بأمن واستقرار البلاد، وسعت إلى تدمير مقدراته كدولة، وصولاً إلى الانهيار التام، وأوضح شمسان أن ساحة التغيير تشهد زخماً ثورياً، كما كانت في ثورة 11 فبراير التي خرج فيها الشباب مطالبين بسقوط النظام السابق وعلى رأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقال إن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من التطورات والتصعيد، كون الشعب لم يعد يتحمل المزيد من قبل "الحوثيين" . وشهدت كل من محافظة إب، تعز، الحديدة، البيضاء مظاهرات حاشدة طالبت فيها بخروج ميليشيات الحوثي . وبالتزامن تستمر جماعة الحوثي بمحاصرة قيادات جنوبية مدنية وعسكرية وأمنية في صنعاء، فضلاً عن استمرار اختطاف د . أحمد بن مبارك . وفي إب قال مراسل " المشهد اليمني " إن عشرات الالاف خرجوا في تظاهرة غاضبة انطلقة من ساحة خليج الحرية فيما اعترضت طريقها عدد من الاطقم التابعة لجماعة الحوثي التي وصلت الى الساحة وحاولت تفريق المتظاهرين والاعتداء عليهم غير ان هتافات الشباب الغاضبين اجبرت المسلحين على مغادرة الساحة . وانطلق المتظاهرون بمسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة مرددة الهتافات الرافضة للانقلاب وكل اعمال الفوضى التي تقوم به مليشيات الحوثي المسلحة ورفعت العديد من اللافتات في المسيرة . كما صدر عن المسيره بيان طالب السلطة المحلية بتحديد موقف موحد لاقليم الجند وعدم التعاطي مع منتجات الانقلاب . كما اتهم البيان جماعة الحوثي بإتخاذ مخطط انقلابي مدروس استهدف الشرعية الدستورية للرئيس هادي كما استهدف تقويض العملية السياسية برمتها والقضاء على وثيقة الحوار الوطني ومسودة الدستور الذي يرى فيهما ابناء الشعب اليمني طوق النجاة وصبر وتحمل كثيرا بغية ان ترى النور. وقال البيان إن "التأمر الواضح بين حلفاء المخطط الانقلابي كشر عن انيابة واستهدف اليمن ارضا وانسان ملقيا بكل ذلك عرض الحائط متجاهلت ارادة الشعب وردة فعله الغاضبة والرافضة لتلك المؤامرة الانقلابية ما جعل ابناء الشعب تخرج في مظاهرات شعبية شبابية تؤكد رفضها للانقلاب وتمسكها بحق التعبير عن مواقفها حيال ما يجري من عبث بمستقبل اليمن. كما طالب المتظاهرون بالافراج الفوري عن المختطفين من الشباب في مدينة القاعدة وعلى رأسهم الصحفي محمد المسعودي واربعة اخرين تم اختطافهم من قبل المليشيات إقب مشاركتهم بمسيرة رافضة للانقلاب وتواجد المليشيات المسلحة.