كشفت مصادر دوبلوماسية ، عن تحركات حثيثة أجرتها أطراف دبلوماسية يمنية وإقليمية ودولية لايقاف الحرب في اليمن, سبقت إعلان التحالف الذي تقوده السعودية بإعلان إنتهاء عملية عاصفة الحزم العسكرية في اليمن. وقالت مصادر مصرية أن وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي، يوجد في القاهرة منذ أسبوع، محملًا بمبادرة جديدة، لحل الأزمة اليمنية، برعاية مصرية هذه المرة. وقالت المصادر لوكالة "سبوتينك" الروسية، إن المبادرة، تدور بشكل عام حول وقف الضربات العسكرية، والعودة إلى الحوار وتسوية الأزمة سياسيًا. وأشار المصدر كما قالت الوكالة، إلى الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى السعودية قبل أيام، والتي تندرج حسب المصدر في إطار دراسة المبادرة والتشاور بين الرياضوالقاهرة، لاتخاذ موقف منها. وفي السياق نفسه كشفت صحيفة "اليوم السابع" المصرية عن تسريبات دوبلوماسية حول اقتراح تقدم به القربي باستضافة جيبوتي أو سلطنة عمان الحوار بين أنصار الله وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتيار المحسوب على المملكة العربية السعودية. وكشف القيادي في حزب "المؤتمر الشعبي العام" اليمني فارس الصليحي، عن بنود المبادرة التي طرحها حزبه لحل الصراع الدائر حاليًا هناك. وأضاف الصليحي، أن المبادرة التي سيطرحها حزب المؤتمر، الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، تنص على "وقف عمليات "عاصفة الحزم" على اليمن، والعودة لحوار شامل لكل الأطراف اليمنية الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة، وإعادة الإعمار في اليمن، وانسحاب كافة المليشيات المسلحة من كافة المحافظات التي تشهد مواجهات بين "جماعة أنصار الله" (الحوثيين)، والجيش، والأمن، ومليشيات الإصلاح والإخوان والقاعدة". وهدد الصليحي في حال لم تقبل المملكة العربية السعودية هذه المبادرة، بأن "اليمن سوف يتجه لتشكيل مجلس رئاسي، أو مجلس عسكري، لإدارة البلاد خلال مرحلة انتقالية، لا تزيد عن عامين، يتم فيها الإعداد للاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية". وقال القيادي بحزب المؤتمر: "يحق لهذا المجلس الرئاسي أو العسكري التحالف مع أي أطراف أخرى، سواءً أكانت الصين، أم روسيا، أم إيران، وذلك لوقف العدوان السعودي على اليمن". بدورها ألمحت وكالة فارس الإيرانية إلى قبول عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين بخطة تتضمن إبعاد الرئيس عبدربه منصور هادي من المشهد السياسي ليحل عوضاً عنه نائبه خالد بحاح. ولم تحدد شكل هذه الخطة. وقالت الوكالة القريبة من الحرس الثوري في تحليل لها نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم أن المملكة العربية السعودية شعرت أنها خاسرة من الحرب في اليمن وفي نهاية المطاف لم تجد أمامها إلا إحدى خيارين: وقف إطلاق النار من طرف واحد وسيمثل هزيمة منكرة لها، والثاني سعي السعودية للتواصل مع جماعة الحوثيين من أجل التوصل لإتفاق يخرج السعودية من الأزمة التي تعانيها.بحسب الوكالة. وتابعت الوكالة بالقول: "وبالتالي فإن تعيين رئيس الحكومة خالد بحاح نائب لرئيس الجمهوري يصب لصالح الخيار الثاني، حيث تخلصت السعودية من المخلوع علي صالح ب"عبدربه منصور هادي" ويتم إبعاد هادي ب(بحاح) ليكون رئيس تنفيذي لليمن". وأكدت وكالة فارس بالقول: "ومن المحتمل قبول زعيم الحوثيين بالخطة". ومساء اليوم الثلاثاء اعلنت قيادة قوات التحالف ممثلة بوزارة الدفاع السعودية انهاء” عاصفة الحزم ” دون سابق إنذار , مؤكدة أن أنتهاء العمليات تمت بطلب من الرئيس هادي وبعد أن حققت ما اعتبرته "انتصارا على المتمردين" حسب بيان رسمي لها. وسارع حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للترحيب بانهاء العمليات العسكرية كأول حزب يمني يعلن موقفه من إعلان التحالف. من جانبهم, قال قيادي كبير بجماعة الحوثيين لوكالة رويترز إنه تم التوصل تقريبا الى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع الذي ضم ضربات جوية قادتها السعودية ضد الجماعة لنحو شهر. وعبر عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي للحركة المتحالفة مع ايران عن "دهشته" لإعلان التحالف الذي تقوده السعودية إنهاء العملية التي تحمل اسم "عاصفة الحزم" اليوم الثلاثاء لكنه أشار الى أن الإعلان يتزامن مع إحراز تقدم نحو اتفاق شامل. وأضاف عبر الهاتف من اليمن لرويترز أن الحركة كانت تتوقع أن يكون هناك اتفاق على وقف لإطلاق النار بعد توقيع اتفاق سياسي وإن الموافقة عليه جاهزة تقريبا. وفي السياق ذاته رحبت طهران بإعلان انهاء الضربات الجوية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم: طهران اكدت دائما عدم وجود حل عسكري للأزمة في اليمن. وأكدت ان طهران ترحب بإعلان وقف الضربات الجوية السعودية على اليمن .