ألقت شرطة جدّة القبض على شاب صفع سيدة في جدّة (غرب السعودية)، في مقطع فيديو تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء أمس، وشغل الشارع السعودي طوال اليوم. ونجحت قوات الأمن في التعرف على المعتدي، وهو سعودي الجنسية وفي أواخر العقد الرابع من عمره، في أقل من 12 ساعة من انتشار الفيديو . وكشفت مصادر اعلامية أنه تم القبض على المعتدي داخل أحد فنادق جدة القريبة من مكان الحادثة. وبحسب شهود عيان، فإن السيدة المعتدى عليها تعمل في أحد محلات المستلزمات النسائية، ونشب بينها وبين المعتدي شجار على موقع بسطة يبيع فيها الرجل بعض البضائع، وهو أمر لم يعجب السيدة فقامت ببعثرة محتوياتها مرتين، وهو ما أغضب الرجل فقام بصفعها أمام الناس، وتلفظ عليها بعبارات جارحة، وهو ما يظهره مقطع الفيديو بوضوح. واستفزت الحادثة مشاعر السعوديين، فأمر أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل بمتابعة القضية، وهو ما أسفر عن التعرف على المعتدي. وبحسب قانونيين، لا يعفي الاعتداءُ السيدة من المساءلة كونها هي التي قامت ببعثرة محتويات بسطة الرجل أولاً، ويؤكد المستشار القانوني بدر البصيص، على أن طرفي القضية سيدخلان في دائرة المحاسبة، وهي من الجرائم التي تستلزم التعزير كونها جرائم ليس لها حد شرعي معروف. ويوضح البصيص ل"العربي الجديد": "ستخضع عقوبة الطرفين لتقدير القاضي، كونها حكماً تعزيرياً، فالاعتداء على شخص آخر يخضع لنوعية الاعتداء ومدى قوته، فلا يجوز أن يقوم أي شخص بضرب آخر، فهناك جهات مختصة يمكن اللجوء لها لأخذ الحقوق كي لا تتحول الأمور لفوضى، كما أن السيدة هي جزء من المشكلة كونها البادئ في الاعتداء وهي من جلب الاعتداء لنفسها، وبالتالي كونها تعرضت للاعتداء الجسدي فهذا لا يلغي أنها هي من بدأت المشكلة". وبحسب البصيص، فقد تصل عقوبة الرجل المعتدي حسب السوابق القضائية السعودية، إلى السجن من شهر إلى ستة أشهر مع الجلد، يقول: "في مثل هذه القضايا يلجأ القاضي لسجن الرجل مع الجلد، فالاعتداء حتى ولو كان صفعاً فهو كان على سيدة وسط مجتمع محافظ، ويمكن أن يسجن من شهر لستة أشهر مع الجلد، والسيدة أيضاً ستخضع للمحاسبة وقد تصل عقوبتها للسجن تعزيراً لمدة شهر مع الجلد كونها اعتدت أولاً على الرجل ببعثرة مصدر رزقه، فهي من كان الطرف المبتدئ بالاعتداء".