كشف سفير يمني آلية مشاورات السلام اليمنية بين الانقلابيين والحكومة الشرعية التي ستنطلق الاسبوع الجاري برعاية الاممالمتحدة، موضحا أنه من المتوقع أن يشارك فيه بين خمسة إلى سبعة ممثلين للحكومة اليمنية مقابل خمسة إلى سبعة ممثلين عن الحوثيين وأنصار صالح والمؤتمر الشعبي العام. ورجح سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني أن يتم عقد المشاورات في العاصمة العمانية مسقط بعد تفكير في عقدها في الكويت. وأكد اليماني في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" في عددها الصادر اليوم، أن "الهدف الرئيسي للمحادثات سيكون كيفية تنفيذ القرار 2216 والآليات الواضحة لتنفيذه، وضمانات الالتزام بالتنفيذ". واتهم اليماني أطرافا - لم يسمها - بتشجيع الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، على عدم الالتزام بتنفيذ القرار 2216 بهدف خلق وضع غير مستقر في المنطقة. وشدد السفير اليمني لدى الأممالمتحدة استعداد الحكومة اليمنية للتصالح والعودة إلى طاولة المفاوضات شريطة إقرار الانقلابيين بالعودة عن الانقلاب والاعتراف بالسلطة الشرعية. وقال اليماني "أرى كممثل للحكومة اليمنية أن هناك رغبة جادة وصادقة من الحكومة اليمنية للتوصل إلى حل سياسي لوقف معاناة الشعب اليمني ونتمنى أن تتوافر نفس الرغبة من الآخرين حتى نخرج من هذا المأزق الذي أوقعونا فيه". وأشار إلى أن "الحكومة اليمنية في انتظار إعلان رسمي من الأمين العام للأمم المتحدة بموعد ومكان المشاورات وتسلم الدعوات حتى تحدد الأسماء المشاركة". وأضاف: "الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال لقائه مع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أكد استعداده لخوض جولة من المحادثات والمشاورات المباشرة وجها لوجه على أن يكون أي اجتماع مقرون بمناقشة وضع آلية لتنفيذ القرار 2216 وهذا ليس شرطا لخوض المشاورات المباشرة، بل إن قرار مجلس الأمن 2216 هو قرار ملزم تحت الفصل السابع ولذا من العجيب أن يطلب أي طرق التفاوض دون قيد أو شرط". وأشار اليماني إلى أن القرار 2216 يتضمن ثلاثة أجزاء الأول إجراءات مثل الانسحاب من الأراضي التي استولي عليها الحوثيون وتسليم أسلحتهم والعودة عن الانقلاب والجزء الثاني يتعلق بحظر توريد أسلحة للحوثيين، وجزء ثالث يتعلق بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين. وقال اليماني: "يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تنفيذ الجزأين الثاني والثالث من القرار، ويتحمل الحوثيون تنفيذ الجزء الأول المتصل بعودتهم عن الانقلاب والعودة إلى خارطة الطريق وتنفيذ الالتزامات الواردة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. أما القتلة والمجرمون ممن ارتكبوا جرائم وقتلوا الأبرياء وقصفوا الأحياء السكنية ودمروا المدن فلا يمكن تجاوز تلك الجرائم والسكوت عنها". وحول ضمانات عقد مشاورات ناجحة الأسبوع المقبل وعدم تكرار فشل اجتماعات جنيف بين الأطراف اليمنية، قال السفير اليماني: "ما يقوله لنا مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الحوثيين باتوا جاهزين لتنفيذ القرار 2216 دون قيد أو شرط. وقد عمل إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال الفترة الماضية في نقل رؤى كل طرف إلى الطرف الآخر، والآن مطلوب منه العمل كمنسق وأن يضع ورقة تفاوضية تسهل دفع الحوثيين لتنفيذ القرار 2216 والانسحاب من المدن". وأضاف: "لا توجد ضمانات لنجاح هذه الجولة من المشاورات فنحن نذهب كحكومة تمثل مصالح الشعب اليمني ونتحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه شعبنا ونحن مستعدون للتفاوض بينما الحوثيون يذهبون للمماطلة ولا بد أن يروا أنه لا مخرج سوى بالتسليم بشرعية الحكومة والانسحاب من المدن وتحمل المسؤولية". وطالب السفير اليماني المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في الضغط على الحوثيين وإرسال رسالة واضحة أنه يكفي ما حدث من عبث بمقدرات الشعب اليمني في تعز ومدن الجنوب. وتساءل "هل قام المجتمع الدولي بما يكفي من الضغط لتنفيذ القرار 2216؟". وقال "الإجابة هي لا، والقرار قابل للتنفيذ إذا مارست كل الدول ضغوطا على الحوثيين لتنفيذه لكن هناك أطرافا لا أريد تسميتها تشجع الحوثيين على الاستمرار لخلق وضع غير مستقر في المنطقة". وشدد على ضرورة وجود حل "يبقي اليمن ضمن محيطها الإقليمي كجزء من التركيبة المجتمعية لدول مجلس التعاون الخليجي". وأعلن سفير اليمن لدى الأممالمتحدة مشاركة الرئيس عبد ربه منصور هادي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي "بعد عيد الأضحى المبارك" على رأس وفد كبير من المسؤولين اليمنيين بالحكومة.