طفت قضية التطبيع الرياضي مع إسرائيل من جديد على الساحة الكروية العربية، وفرضت نفسها بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما تناولت مصادر إعلامية ملف الضغوط المسلطة على اللاعبين العرب للسفر مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل. ولم تمر مباراة الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي بين بورتو البرتغالي وماكابي تل أبيب الإسرائيلي دون أن تسيل الكثير من التعليقات حول موقف اللاعب الجزائري ياسين براهيمي من مواجهة لاعبين إسرائيليين. وقبل مباراة الجولة الرابعة المقررة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على ملعب "ساميي أوفر" بمدينة حيفا الإسرائيلية تباينت ردود الفعل بين مؤيد لسفر براهيمي لإسرائيل لتفادي أي عقوبات محتملة من ناديه ورافض لما يعده كثيرون نوعا من التطبيع.
مسألة مبادئ وبمجرد سحب قرعة دور المجموعات لدوري الأبطال ركزت أغلب وسائل الإعلام في تونس والجزائر والمغرب ومصر على تفادي مواجهة نادي ماكابي تل أبيب الفريق الإسرائيلي الوحيد في المسابقة والذي مثل "منافسا غير مرغوب فيه" للاعبين العرب. ويبدو موقف أغلب اللاعبين التونسيين واحدا ومبدئيا حيال قضية السفر إلى أراضي الكيان الصهيوني لمواجهة منافسين إسرائيليين, فالمسألة تتعلق بموقف ثابت ينبع من أسس حضارية ودينية، على حد تعبير التيجاني بلعيد لاعب النادي الأفريقي ومنتخب تونس. ويرى بلعيد أن الأندية الأوروبية مطالبة بتفهم مواقف لاعبيها العرب، لأن للمسألة أبعادها العقائدية والحضارية، ولأن هؤلاء اللاعبين سيواجهون مشاكل كبيرة واتهامات بالتطبيع عند عودتهم إلى أوطانهم للمشاركة مع منتخباتهم العربية. وكشف اللاعب أنه تلقى عرضا خياليا في 2010 من هابويل تل أبيب الإسرائيلي، غير أنه رفض قطعيا اللعب في الكيان الصهيوني، مؤكدا أن ما يحصل في الأراضي المحتلة يمنع كل لاعب عربي من التفكير بالسفر إلى هناك. ولعب بلعيد لعدة أندية أوروبية، مثل إنترناسيونالي الإيطالي وأيندهوفن الهولندي وأبويل نيقوسي القبرصي وسلافيا براغ التشيكي، قبل أن ينتقل إلى الأفريقي صيف 2014.