أكد محافظ الضالع (جنوب البلاد)، فضل الجعدي، أن المواجهات في الجزء الشمالي الشرقي للمحافظة "مشتعل والمعارك دائرة، والمقاومة بحاجة إلى سرعة الدعم لكي تستطيع مواجهة الانقلابيين وبحاجة إلى الإسناد الجوي وبحاجة إلى الأسلحة والذخائر". وقال الجعدي في حوار مع صحيفة "الاتحاد" الاماراتية، إن "القوة غير متكافئة إطلاقاً ونطالب الحكومة وقوات التحالف بإعطاء أولوية لدعم جبهات دمت، مريس العود، حمك وجبن". وأضاف: "الضالع هي المحافظة الوحيدة التي تنقسم إلى نصف شمالي ونصف جنوبي، وهذا الأخير تم تحريره بالكامل من قبضة المليشيات ونحن نواجه صعوبة كبيرة مع البعض في أفهامهم أن الضالع محافظة تمتد حدودها من الازارق غرباً إلى جبن شرقاً، غير أنه رغم ذلك تمضي الأمور إلى الإمام ونعمل جاهدين لخدمة جميع أبناء المحافظة بحسب الإمكانات المتاحة، ونحن نتابع الوضع في المديريات المشتعلة الآن ونتواصل مع قيادات الجبهات هناك، ونقدم لهم الدعم الذي نستطيع عليه ونرفع تقارير يومية إلى القيادة السياسية لاطلاعهم على الوضع". وحول المعارك المستعرة في جبهة دمت، قال محافظ الضالع "دمت قدمت ملحمة في صمودها خلال عشرة أيام أمام آلة الدمار التي تحملها مليشيات الحوثي والمخلوع وخاضت مواجهات شرسة رغم انعدام التسليح والدعم.. وأهمية دمت هي أنها أولا بوابة الضالع الشمالية وموقعها الجغرافي يربط ثلاث محافظات (الضالع والبيضاء وإب)، وكذلك ما عرف عن هذه المديرية في عدم خضوعها منذ زمن لسياسات النظام السابق الاستبدادية. ناهيك عن محاولات يائسة لتحسين موقف الانقلابيين التفاوضي، لكن أقول إن الضالع بجميع مديرياتها لن تكون لقمة سائغة، وستمرغ أنوف المتمردين بالتراب مثلما فعلت". وحول مصير الحوثيين وصالح والمرحلة المقبلة، قال الجعدي: "كسياسي أرى أن المستقبل مازال غير واضح المعالم تشوبه كثيراً من التعقيدات، ومصير المخلوع وقادة التمرد يرتبط أساساً في الحسم المبكر للعمليات العسكرية وتحقيق الانتصار الذي سيمكن من تقديم هؤلاء لمحكمة جرائم الحرب جراء ما ارتكبوه من مجازر وجرائم وتدمير". وأوضح الجعدي أن الوضع يتحسن في الضالع، وتطبيع الحياة العامة يتجه إلى التعافي التدريجي، بغض النظر عن مشاهد الدمار التي خلفتها حرب المتمردين. واستدرك قائلا ""هناك تحديات كبيرة في المحافظة أبرزها الأمن والغذاء وترتيب وضع المقاومة ودمجها، وتسليم الأسلحة، والكهرباء، والمياه، ومستحقات الشهداء، وترحيل ما تبقى من جرحى للعلاج". وأشار إلى أن "شبكة الكهرباء تعرضت للتدمير من قبل الانقلابيين، والآن وبجهود إدارة وموظفي كهرباء الضالع تم إعادة ربط جميع الخطوط الكهربائية التي تعرضت للعبث. وقد تعهد الأخوة في (الهلال الأحمر) الإماراتية بحل مشكلة الكهرباء وتوفير المولدات التي نحتاج إليها، وهذا جهد يشكرون عليه، ولهم بصمات لا تحصى في إعادة الحياة وبث الأمل في واقع الناس بمختلف المحافظات".