فرضت الأممالمتحدة سرية تامة على تفاصيل ومكان محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والانقلابين التي من المقرر انعقادها في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في مكان سري٬ بعيًدا عن أعين وكاميرات وسائل الإعلام. وقال فرحان حق٬ المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان «إن المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قرر عدم الإعلان عن مكان الاجتماع لتوفير فرص النجاح لكل المحادثات».
وأضاف: «نظرا لحساسية الوضع فإن المبعوث الأممي ولد الشيخ يريد تجنب التغطيات الإعلامية للمحادثات في مكان انعقادها».
وكان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أعلن يوم الاثنين الماضي حدوث انفراجة في الصراع٬ ووقف لإطلاق النار وعقد المحادثات في منتصف الشهر الحالي٬ مشيًرا إلى مشاركة ثمانية مشاركين وأربعة مستشارين من كل طرف من أطراف المحادثات مع عدم تحديد جدول زمني للمحادثات.
وشدد حق أنه سيتم إطلاع وسائل الإعلام على مستجدات المحادثات٬ مؤكًدا على رغبة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على وصول المعلومات للصحافيين وفي الوقت نفسه ضمان توفير كافة فرص النجاح للمحادثات. وقال بيان للأمم المتحدة إنه سيتم تزويد الصحافيين ووسائل الإعلام بتطورات المحادثات ومدى التقدم فيها٬ وإن هناك احتمالاً بالتقاط صور في المقر الأوروبي للأمم المتحدةبجنيف بين الأطراف المشاركة في المحادثات ثم يبدأ بعدها فرض تعتيم إعلامي فور البدء في المحادثات. وأشارت مصادر إلى أن الأممالمتحدة والمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيح أحمد حريصين على توفير كل الضمانات لإنجاح محادثات السلام التي تستضيفها جنيف بعد عدة أيام.
وحول أسباب فرض السرية قال مصدر دبلوماسي رفيع إن الرغبة في تفادي فشل آخر للمحادثات هو السبب الأساسي في فرض التعتيم على وسائل الإعلام خاصة مع وجود قضايا خلافية رئيسية تتعلق بمطالب الحكومة اليمنية الشرعية بإلزام الحوثيين بالانسحاب من المدن التي سيطروا عليها وان تركز المحادثات على الآلية التي يتم وضعها لتنفيذ الانسحاب والجدول الزمني الخاص به وضمانات تنفيذ الحوثيين للانسحاب من المدن.
ويقول المصدر الدبلوماسي في تصريحات خاصة ل«الشرق الأوسط» إن هناك حالة عدم ثقة في مدى التزام الحوثيين بالانسحاب وتسليم أسلحتهم إلى الحكومة اليمنية٬ رغم ما أبدوه من تعهدات للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيح بالالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.