ذكرت إذاعة مونت كارلو الدولية ان الأممالمتحدة اعلنت انها قررت فرض سرية تامة على اجتماعات محادثات السلام بين الأطراف اليمنية المتحاربة المقرر انعقادها الأسبوع المقبل. وقالت الأممالمتحدة في بيان لها، أن "مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قرر أن لا يعلن مكان الاجتماع، لتوفير فرص النجاح كافة للمحادثات". وقالت الأممالمتحدة إنه نظرا لحساسية الوضع، فإن ولد الشيخ أحمد يرغب في تجنب التغطية الإعلامية للمحادثات في مكان انعقادها. وأفاد بيان المنظمة الدولية "ربما يتم التقاط الصور في المقر الأوروبي للأمم المتحدةبجنيف، قبل بدء المحادثات (...) لكن سيتم فرض تعتيم إعلامي فور بدء المحادثات في مكان لن يكشف عنه". غير انه سيتم تزويد الصحافيين بالأخبار. أشار البيان إلى أن "المبعوث الخاص يرغب في وصول المعلومات إلى الإعلام، ولذلك فإنه سيتم إطلاعهم دورياً على المستجدات". وكان المبعوث الأممي إلى اليمن حقق اختراقا هاما في مسار السلام الصعب بين الأطراف المتحاربة في اليمن، من خلال إقناع الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم في حزب الرئيس السابق، بالانخراط في جولة محادثات مباشرة وجه لوجه، للمرة الأولى بعد ثمانية أشهر من الحرب الطاحنة في البلاد. لكن استمرار الخلافات حول القضايا المطروحة على طاولة المحادثات المرتقبة، قد يجعل من اجتماعات جنيف المقبلة، مجرد حملة علاقات أممية للتذكير بالصراع الدامي الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين الفقراء والنازحين. وتتركز قضايا الخلاف الرئيسة، حول إطار النقاش الذي تريده الحكومة المعترف بها دوليا، مقتصرا على آلية انسحاب الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها تباعا. لكن الحوثيين وحلفائهم، حتى وان قدموا تنازلا في هذا السياق، سيكون من المستبعد تسليم سلاحهم الى حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. يقول الحوثيون ان الجيش اليمني الذي سيسلمون السلاح اليه هو هذا الذي يقاتل الى جانبهم. واذا كان من السهل على الحوثيين اطلاق سراح بعض المعتقلين العسكريين والسياسيين، فان آمال إلغاء العقوبات على الرئيس اليمني السابق والزعماء الحوثيين سيصطدم بالإجماع الدولي في مجلس الامن. وفوق ذلك، ففي حال تم مواصلة المحادثات حول وقف اطلاق النار على المستوى الوطني، فان الرياض وحلفائها ستدخل طرفا رئيسا من أجل تأمين حدودها الجنوبية عبر خطة لنزع السلاح البالستي لا نهاية لها.ِ صحيفة الحياة اللندنية تنقل عن مصدر سياسي في صنعاء، قوله ان جماعة الحوثيين التزمت بإطلاق قيادات عسكرية، وسياسية قبل بدء المحادثات. وتوقعت تلك المصادر، أن يكون بين هؤلاء وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق هادي، اللواء ناصر منصور، والقائد العسكري العميد فيصل رجب، والقياديان في حزب "الإصلاح" محمد قحطان والوزير عبدالرزاق الأشول. نائب الرئيس اليمني الاسبق، علي سالم البيض، يجري محادثات في ابوظبي مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي، انور قرقاش حول تطورات الازمة اليمنية، حسب ما ذكرت وكالة انباء الامارات "وام". الزعيم الجنوبي علي سالم البيض، كان وصل أبوظبي الثلاثاء بدعوة من الامارات، التي أوكل اليها التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين والرئيس السابق، الملف العسكري والامني في الجنوب، وربما ترتيب الاوضاع السياسية لمابعد الحرب الراهنة. ويقود البيض الذي اجبر، وعديد القيادات العسكرية والسياسية الجنوبية على مغادرة البلاد عقب هزيمة قواتهم في الحرب التي شنها الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 1994، ابرز مكونات المعارضة في الخارج التي تبنت مطلب فك الارتباط عن الشمال. وامس الاول عين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قياديين بارزين في الحراك من تيار علي البيض، على راس السلطة المحلية والامنية لمدينة عدن، في مؤشر على احتمالات عودة الزعماء الجنوبيين، في وقت يتحدث فيه مراقبون عن ضمانات خليجية بدعم الجنوبيين في الحصول على حكم ذاتي، ضمن الدولة اليمنية المقبلة.