الصورة تعبيرية تتعدد المآسي وتتشكل النائبات في اليمن بصور مختلفة , إلا ان من اشدها ايلاما ووقعا على النفس ان تجد نفسك مهجرا بشكل قسري خارج حدود الوطن غير قادر على وداع قريب او حبيب وافته المنية او قضى نحبه في الحرب الممتدة في ارض الوطن. احدى الشواهد الحية على هذه المأساة ما رصدناه في منشور للأخ الزميل خالد عليان ، معد ومقدم البرامج السياسة بقناة اليمن الفضائية بصفحته على الفيس بوك مودعا فيه والده الذي وافته المنية في صنعاء. وبنبرة ممزوجة بالمرارة و الألم ، ودع خالد والده بكلمات كتبها قائلا " وداعا .. والدي اليوم تمضي الي الله ياوالدي وانا لا أستطيع أن ألقي عليك نظرة وداع أو اذرف على صدرك دمعات فراق .. اليوم غيب الموت روحك الطاهرة وقلبك الكبير وداعا والدي ففي القلب وجع لفراقك وفي الروح حزن لغيابك ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وحسبنا الله ونعم الوكيل .. انا لله وانا اليه راجعون .. خالد ليس إلا واحدا من حالات مماثلة لأولئك الذين فقدوا احدا او بعض من ذويهم في اليمن بينما هم في ارض المهجر تترصد عودتهم مليشيا لا تفقه إلا لغة الاعتقال والتعذيب والقتل . فمنذ اسبوع اقدم مسلحون مجهولون في مدينة يريم على اغتيال الابن الاكبر للشيخ علي مسعد بدير المتواجد بالرياض. على اثر ذلك شيع المئات من ابناء يريم محمدا الشاب الخلوق الذي قضى سنوات عدة من عمره مغتربا وعاملا في احدى دول الجوار ساعيا للعيش الكريم. شيعة ابناء منطقته وغاب عن التشييع ابوه الشيخ الكهل الملاحق من قبل مليشيات الاجرامية التي سبق وان فجرت منزله واغتالت ابنه الاصغر ومثلت بجثته العام الماضي. و قبل اسبوع ايضا استشهد في جبهة نهم احد ابناء الاعلامي البارز ، صالح الجبري. دفن الشهيد ووالده وباقي افراد اسرته يرثونه من ارض مهجرهم القسري. مثل هذه القصص اصبحت روتين يومي لسلسلة الالام التي يعج بها اليمن مما يجعل من الحصر لمثل هكذا معاناة امرا غير وارد طالما وعدد هذه الحالات في ارتفاع مستمر بشكل متكرر.