تسببت سيول الأمطار الغزيرة في تشريد آلاف النازحين من مخيماتهم وبيوتهم البسيطة في منطقة وادي مور بمديرية الزهرة شمال الحديدة، وجعلت الأطفال ونساء يعيشون في العراء بلا مأوى، تهدد حياتهم الثعابين والعقارب والحشرات السامة، إضافة إلى إنتشار البعوض. وإزدادت معاناة النازحين من المناطق الحدودية بمحافظتي حجة وصعدة شمال غرب البلاد مع موسم الأمطار والسيول، حيث أن أكثر من 80٪ من النازحين يعيشون في بيوت من القش أو خيم والبعض الآخر في العراء وتحت الأشجار. وأطلق النازحون في منطقة وادي مور شمال الحديدة، نداءات استغاثة عاجلة بعد أن غرقت خيامهم والعشش التي يسكنون فيها من أجل نقلهم وإنقاذهم من الغرق، وقال أحد النازحين، ويدعى علي ناصر، ل"المشهد اليمني"، إن سيول الوادي نزلت فجأة نتيجة الأمطار الغزيرة في المناطق الجبلية التي أدت لنزول سيول وادي مور وأغرقت القرى ودمرت محتويات البيوت والخيام. وحولت سيول الأمطار منازل النازحين ومخيماتهم إلى ركام وأجبرتهم على ترك خيامهم وممتلكاتهم واللجوء إلى قرى أبعد مشياً على الأقدام في مديرية الزهرة لحماية الأطفال والنساء والمرضى، ما دفع عدداً من شباب القرى إلى تشكيل فرق إنقاذ لنقل النازحين وإيوائهم وتقديم العون والمساعدات لهم. ويعيش النازحون حالياً أوضاعاً مأساوية فسيول وادي مور أو مايسمى بالميزاب العظيم دمرت معظم أكواخهم وخيمهم المهترئه حيث دخلت المياه إلى الأكواخ التي يسكنونها وجرفت ممتلكاتهم وتمكنوا من النجاة بأعجوبة. وينذر الوضع في منطقة وادي مور بمديرية الزهرة شمال الحديدة بكارثة بيئية وصحية بسبب إنتشار البعوض بكثرة بعد تكوّن المستنقعات وانتشار أمراض خطيرة كالملاريا وحمى الضنك والبلهارسيا مما يهدد حياة الآف الأطفال ناهيك عن سوء التغذية بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء. ودعا ناشطون حقوقيون في محافظة الحديدة السلطة المحلية والمنظمات الإغاثية إلى مواقف جادة لمساعدة وإنقاذ الآلاف من النازحين من الموت، وقالوا إن الآلاف من النازحين يتعرّضون للموت والغرق والأذى جراء الفيضانات والسيول بعد سقوط الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية، وحمّلوا السلطات مسؤولية الكوارث التي تتعرّض لها مخيمات النازحين. وأشاروا إلى أن ما يحدث في مخيمات النازحين بمديرية الزهرة هو مأساة حقيقية، داعين الخيرين من أبناء المحافظة إلى الوقوف معهم لعبور هذه الأزمة ومد يد العون والمساعدة لهم للمساعدة على إغاثة النازحين الذين ليس لديهم مأوى، ولا يمتلكون أية سُبل تحميهم وتحمي عوائلهم من الموت والتشرد. جدير بالذكر أن هناك أكثر من 64 ألف نازح من المناطق الحدودية موزعين في مديريات محافظتي حجةوالحديدة، لم تقدم لهم أي خدمات إيوائية أو غذائية، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، ورغم كل ذلك لم تتجاوب سوى بعض المنظمات المحلية والأجنبية وكل ماقدمته لايمثل حتى 10% من إحتياجات النازحين. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا