يعيش العمال في اليمن حياة قاتمة وتكسو وجوهم مسحة طاغية من ملامح الفقر والعوز والحرمان في أبرز تجلياته ومليئة بالمفاجئات والتي جعلت احلامهم تسير نحو الأسوأ ولايزال الالاف من العمال اليمنيين يعانون من مرره البطالة وخاصة بعد تسببت الحرب على اليمن والازمات السياسية والاقتصادية بتسريح اعداد كبيرة من العاملين اليمنيين في القطاعات العامة والخاصة . حيث انعكست الإحداث السياسية التي تعاني منها اليمن سلبا على مختلف فئات العمال في اليمن وعلى شريحة الفقراء من ذوي الدخل المحدود ولحقت تلك الاوضاع المساوية اضرارا كبيرة بالاقتصاد اليمني اضافة الي بروز اختلالات متعددة نتيجة سوء التخطيط والتلاعب بالثروة الوطنية وممارسة الفساد الذي لعب ايضا دورا خطيرا في معاناة العمال اليمنيين لعوامل كثيرة وتسبب كذلك في حرمان الفقراء من اليمنيون من حقوقهم المشروعة والتي كان يتوجب على الوطن بان يقدمها لهولا العمال والفقراء اليمنيين. وفي الوقت الذي يصادف فيه يوم 1/5 عيد العمال العالمي والذي يحتفل بهذه المناسبة العمال بجميع أنحاء العالم وذلك للفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم وكفاحهم في الحياة وايضا من حيث تشجيع هولا العمال على العمل نظير جهودهم المبذولة في العمل وفيما تبقى احلام العمال اليمنيين مجهولة قاسية لا يدركون خلالها الي اين تمضي بهم الحياة لا احد منهم يعرف ولا احد منهم يفهم ما يحدث لهم اليوم لتصبح معاناة العمال في اليمن تشبه تراجيديا مساوية مسرحها الرصيف وعلى أمل أن يتغير واقع العمال المرير في اليمن الي مستوى افضل واجمل ولكن للأسف لاتزال معاناة العمال في اليمن تزيد سوءا نتيجة تبعيات الحرب والمواجهات والصراعات السياسية المسلحة ومعاناتهم كذلك من استمرار هذه الاوضاع والتي صارت تسير في طريق مجهول وفيما يضيف التعثر بالنسبة للاتفاق السياسي لحل الازمة السياسية اليمنية وهم يتحملون خلالها قساوة الظروف التي باتت السياسية في اليمن تعبث بالوان الحياة . هذا ويستقبل العمال اليمنيين هذه المناسبة والتي تعود اليهم وهم في حزن عميق على ما حدث لوطنهم اليمن الحبيب وجراء ما يعانون ويواجهون المزيد من الفقر ومن ارتفاع البطالة وتتجلى معها غلاء المعيشة ومعاناة متفاقمة وبينما لاتزال اليمن تواجه حربا وازمات سياسية والتي باتت مسبباتها تقضي على الاخضر واليابس وقتلت الفرحة العمال في اليمن بهذه المناسبة ولا يجدون شيء ليحتفلوا به فحالهم لا يسر عدو ولا حبيب حتي اصبح العامل في اليمن يصاب بحيرة في أمره، وهو يلاحظ الكيفية التي أصبحت فيها حقوق الإنسان تهدر في اليمن وربما اصبح اعضاء النخب السياسية والتي صارت تلك الاطراف تتصارع فيما بينها على اعتلا الكراسي قد صاروا يجهلون اليوم هو أن الشعب اليمني بكل فئاته اصبح قويا بتاريخه الحضاري. ورصد المراقبون والمحللون الاقتصاديون في اليمن عددا من التحولات الاقتصادية والنقدية والمالية والتي انعكست سلبا على اوضاع هذه الفئة الاجتماعية ويرون بان واقع الحال في اليمن يكشف ان العمال بمختلف شرائحهم من موظفين حكوميين الي عمال الاجر اليومي يمرون بمرحلة حرجة للغاية خاصة مع تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع مستوى الاسعار فيما مستوى الاجور والمرتبات استقرت طيلة الاربع السنوات الاخيرة عند حدود ثابتة ولم تجار التحولات التي عرفتها الاسعار ولا ارتفاع تكاليف المعيشة . فالتضخم يزحف من عام الي اخر بوتيرة تجاوزات كل 20%-30%خلال هذه الفترة الصعبة طبقا لتقديرات المؤسسات المالية الاقليمية والاممية وصندوق النقد والبنك الدوليين والصندوق العربي وهو ما يعني ان القيمة الحقيقية للأجور فقدت من قدرتها الشرائية سنويا ما يساوي ارتفاع الاسعار لتكون المحصلة التراكمية لتأكل قيمة الاجور خلال الفترة الحالية 85%-90%اي ان الاجر فقد ما نسبته 85%-90%من قيمته الشرائية وهذا الاستنتاج بطبيعة الحال يكون منطقيا في ضل تطبيق سياسية اجرية عادلة يكون فيها الحد الداني للأجور وقيمتها في مستوى يلبي المتطلبات الضرورية للأسرة وهو مالم يتحقق اطلاقا عند رسم السياسية الاجرية اليي قامت عليها استراتيجية الاجور والمرتبات والاجور التي لم تكن في محتواها ونتائجها سوى تدبير طاري وقتي ،عمل فقط على تكريس اجور ورواتب حد الكفاف اكثر منها تامين المتطلبات الضرورية لحياة عادية يعيشها الموظف العامل اليمني . ولذلك فان المتململات والمطالبات التي بات ترفعها النقابات العمالية في اليمن ليست الا محصلة طبيعية لقساوة الاوضاع التي يعيشونها وتعتبرا صارخا لعدم كفاية الاصلاحات الاجرية التي طبقتها الحومات السابقة وهو مجعل اليوم تتصاعد اصوات الاحتياجات والتلويح بالأضراب الي اعادة النظر بسياسية الاجور المتبعة ورفعها بالمقدر الذي يضمن العيش الكريم للعامل والموظف وبما ان الدولة اليوم تمر بظروف حرب فان الامر سيزيد المزيد من التعقيدات
وأشاروا إلي إن مشكلة اليمن هو ملف اقتصادي بحث فاليمن تعاني من تكدس البطالة وتزايد الفقر وقالوا بانه كان الأحرى من قادة دول مجلس التعاون الخليجي بان يقومون بحل مشاكل اليمن في وقت محدد ودون الحاجة إلي توسيع الوقت الطويل بالنسبة ل مبادرات والحوارات والتي اصبحت تعتمد مضامينها تتويهات سياسية بعيدة حتى فقد معظم اليمنيين صبرهم من جراء تحملهم لهذا الأوضاع المساوية الراهنة وفي مقدمتهم العمال في اليمن والذين يؤكدون بانه لم يعد بمقدورهم تصديق اية اقوال تصدر عن اجتماعات وحوارات مغلقة أو تلك الخطابات الرنانة المستهلكة والتي صارت معظمها تكثر من الهدرة وتغيب عنها الشفافية والمصداقية وتحويل محتوها الي افعال على ارض الواقع والتي باتت فقط مهمتها ان تخدرهم من حين الي اخر.