يستمر مسلسل الاغتيالات المتكررو التي تطال قيادات الصف الأول من التيار السلفي في المحافظات الجنوبية خصوصاً تلك القيادات التي لها تاثير في الساحة الدعوية والخيرية في المناطق التي ينشطون فيها . برزت قيادات السلفيين خصوصاً في العاصمة المؤقتة - عدن - بداية انطلاق المعارك ضد مليشيات الحوثي وصالح التي أرادت اجتياح المدينة بقوة السلاح . قاد السلفيون جبهات متعددة بمحيط المدينة ومحافظة لحج المجاورة على طول امتداد الحدود مع محافظة تعز المطلة على سواحل البحر الأحمر وباب المندب - الممر المائي الأهم في المنطقة . ما أن انتهت المعارك باندحار المليشيات من مدينتي عدنولحج في غضون أيام وتراجعت قيادات السلفية إلى مربعاتها الأولى في مناشط الدعوة والعمل الخيري عبر تلك المراكز التي انطلقت منها في مواجهة المليشيات . انتهت المعارك في نظر تلك القيادات إلا أنه حصل مالم يكن في الحسبان ولم تدرك أنها ستكون حصاداً لعصابات مسلحة لم يعرف حتى اللحظة من يقف ورائها وهي تتصيد بين الحين والآخر أبرز تلك القيادات . اغتالت تلك العصابات في الحادث والثلاثين من يناير الماضي الشيخ " رواي العريقي" أحد ابرز قادة السلفية في عدن وإمام وخطيب جامع " ابن تيمية " في البريقا " ومن أوائل من وقفوا في وجه المليشيات على ضواحي عدن وخلفه العشرات من شباب السلفية وطلاب الحلقات وألقت تلك العصابات جثته عليها أثار تعذيب بالقرب من جولة " ديلوكس" بمديرية " الشيخ عثمان " . لم يمض سوى شهر إلا وتنقض تلك العصابات على القائم على مركز " الفيوش " بين محافظتي لحجوعدن الشيخ " عبدالرحمن مرعي " - أحد أبرز قاداة السلفية على مستوى اليمن , والذي اغتيل بعد الشيخ " رواي العريقي" ب " 29 " يومأً فقط عن طريق مسلحين على متن سيارة برادو ( لون أحمر) انقلبت بعد ملاحقتها من قبل وحدات أمنية في المحافظة وقالت أنها سلمت الجناة إلى يد قوات التحالف في عدن ولم يعلم مصير أؤلئك الجناة حتى اللحظة . نهاية الأسبوع الماضي تبنى مايسمى " تنيظيم الدولة في عدن اغتيال الشيخ " فائز الضبياني " أحد الدعاة المشهورين في المدينة ونشر التنظيم صوراً للحظة استهدافه بعبوة لاصقة على إطار سيارته التي كان على متنها قرب مدينة المنصورة . فجر اليوم السبت 23من يوليو تسلسل مسلحون مجهولون ليطلقوا ثلاث رصاصات من مسدس كاتم للصوت بحسب شهود عيان ل " المشهد اليمني" اخترقت صدر الشيخ " عبدالرحمن الزهري" إمام جامع الرحمن في المنصورة ليكون هو الرابع في مسلسل الاستهداف على الوجه الأبرز منذ بداية العام . حاول " المشهد اليمني" أن يرصد تحليلات استمرار استهداف قادة السلفيين في عدن من خلال عدد من المهتمين في شؤون الجماعة . يرى الدكتور " عبدالناصر الخطري" وهو الأمين العام المساعد لحزب الرشاد اليمني " أن أحداث الاغتيالات للعلماء والدعاة المعتدلين في بعض المحافظاتاليمنية تهدف - من وجهة نظره - إلى إخلاء الساحة لطرفين : الأول : التظيمات المسلحة لتنفذ مسلسلا شبيها بما هو حاصل في العراق وسوريا وغيرها , والثاني أصحاب الأفكار المنحرفة ممن ترغب بعض القوى تصدرهم المشهد كممثلين للإسلام ؛ فيشرعنون ضرب التيارات الإسلامية الفاعلة بتهمة الإرهاب .
ويقول في تصريح خص به " المشهد اليمني" هؤلاء المشايخ الشهداء تشهد لهم ميادين القتال في التصدى وطرد مليشيات الحوثي المخلوع معا غيرهم من أبناء عدن الأحرار والسؤال الذي يطرح نفسه من المستفيد من اخلاء الساحة من السلفيين بعدن ؟. من جهة ثانية يقول الأستاذ " فتحي منجد " وهو مسئول في مكتب رئاسة الوزراء " اعتقد أن مايحدث في عدن من مسلسل الإغتيالات للقيادات السلفية يهدف بالدرحة الأساسية إلى إفشال الحكومة وزعزعة استقرارها قبل أن تثبت قدمها على الأرض حيث أن رئيس الوزراء كان قد أعلن فور وصوله إلى مطار عدن أن الملف الأمني والخدمي هو أول أولويات الحكومة . وذكر في تصريح مماثل ل " المشهد اليمني" أن استهداف القيادات السلفية في عدن يأتي ضمن هذا المخطط حيث عرف السلفيون بموقفهم الداعم للحكومة الشرعية وتبنيهم الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره كما كان لهم دور بارز في تحرير عدن وتخليصها من براثن الانقلابيين .
من ناحية ثالثة يرى الصحفي المهتم في شؤون الجماعات الإسلامية " أمجد خشافة " أن استهداف قيادات دعوية من التيار السلفي في عدن ليس عفويا بقدر ماهي اغتيالات ممنهجة لهذا التيار الذي يشكل الجزء الحركي من السلفيين. ويضيف في تصريح ل " المشهد اليمني" اليوم تم اغتيال عبدالرحمن الزهري، وهذا ليس الاول ولكن سبقه القيادي في المقاومة الشعبية في عدن راوي العريقي، والداعية عبدالرحمن العدني، وإلى الآن لا تحقيقات ولا إهتمام للسلطة بشأن هذه الاغتيالات رغم أنها تمثل تصدعا أمنيا في مدينة عدن التي لم تشهد انتصار امني اطلاقا منذ تحريرها. وتابع حسب تصريحه " حين نتسائل عن دور السلطات الامنية في عدن تجاه هذه الاغتيالات ضد هذا التيار يتم السؤال ماذا عن المسلحين الذي القي القبض عليهم بعد اغتيالهم لعبدالرحمن العدني ولماذا لم يتم الكشف عنهم بعد أن أصبحوا بقبضة السلطات الامنية في عدن؟ حينها سيتم معرفه من وراء استهداف قيادات التيار السلفي. من جهته يعتقد الصحفي " محمد المهدي" وهو مقدم برنامج في الشؤون اليمنية على قناة " وصال " أن على الحكومة أن تعلن عمن نفذ جريمة اغتيال الشيخ عبدالرحمن العدني حيث أنه قد تم إلقاء القبض عليهم مالم فإن مسلسل الإغتيالات سيستمر وتحت مسمى القاعدة وداعش كما هو الحاصل . ويضيف في تصريحه "على السلفيين أن يأخذو الحيطة والحذر كونهم حملة المشروع الجامع لليمنيين وهذا يجعلهم في مرأمى أصحاب المشاريع الضيقة والقصيرة . وبين هذا وذاك تبقى أسئلة مفتوحة أمام الجهات المسؤولة خصوصاً الأمنية في عدن التي وضعت نفسها في مقدمة حماية رجال المقاومة وملاحقة الفصائل المسلحة وتقديمها للجهات المختصة لكشفها للرأي العام بالرغم من حديثها عقب كل حادثة عن إلقاء القبض على المتهمين ,قبل أن تتحول أمام ذلك المسلسل بموقع المتفرج أمام تساقط قادة المقاومة ودرعها الأول .