يصادف اليوم السادس عشر من سبتمبر أيلوم ذكرى حزينة للعرب والمسلمين جميعاً، إذ حدث في مثل هذا اليوم واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، في مخيمين للاجئين الفلسطينيين، إذ تولت مجموعات لبنانية بمشاركة مع الكيان الصهيوني تنفيذ الجريمة. وكانت "صبرا" و "شاتيلا" عبارة عن مخيمين خاصين باللاجئين الفلسطينيين الذي هجرتهم إسرائيل إبان اجتياها لفلسطين.
تفاجأ سكان المخيمين بتطويق وحدات من الجيش الإسرائيلي مصحوباً بمقاتلين لبنانيين يتبعون "حزب الكتائب" المسيحي، وبدأ القوات الإسرائيلية بفرض حصار كامل على المخيمين صباح يوم السادس عشر من يوليو سبتمبر عام 1982م .، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة، ومنع هرب أي شخص وعزل المخيَّمَيْن عن العالم، و بهذا تسهل إسرائيل المهمة على القوّات اللبنانية المسيحية، و تقتل الأبرياء الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة، و بوحشية لم يشهد العالم نظيرًا منذ مئات السنين
صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك. دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلح إلى المخيم بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم وقامت المجموعات المارونية اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة. أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.