بيروت (لبنان) - القدس - تجمع نشطاء في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانيةبيروت يوم الثلاثاء 17 ايلول (سبتمبر) لاحياء الذكرى 31 للمجزرة التي وقعت في العام 1982 بالمخيم. ونظم الحشود وبينهم نشطاء لبنانيون مسيرة في شوارع المخيم وزاروا قبور ضحايا المجزرة التي أكد من شهدوها انهم "لن ينسوها أبدا طالما بقوا على قيد الحياة". وقالت أرملة فلسطينية تدعى صفية سرساوي: "أنا جوزي (زوجي) راح بمجزرة صبرا وشاتيلا. عندي أربع أولاد تركني كانوا صغار كتير. ابني الكبير كان عمره ثلاثة سنوات وأصغر ولد ثلاثة أشهر. ذكرى منضلنا منتذكر (سنظل نتذكرها) ما مننسى هذا اليوم". ولاقى 600 فلسطيني على الأقل حتفهم في تلك المجزرة التي بدأت في 16 ايلول (سبتمبر) 1982 حين دخلت ميليشيات مسيحية المخيم وبدأت حملة قتل استمرت ثلاثة أيام. وكانت اسرائيل تحتل أجزاء في بيروت في ذلك الوقت واستخدم الجنود الاسرائيليون الطلقات المضيئة لاضاءة السماء ليلا من أجل مساعدة ميليشيا الكتائب المسيحية على إنجاز المهمة. وعلى الرغم من مرور أكثر من 30 عاما على تلك المجزرة، قال أقارب الضحايا ان "حزنهم على فراقهم ما زال كما هو". وقالت فلسطينية تدعى عفيفة عبد الله: "حزنانين شو بدي أقول، لكن. حسرة بقلبنا للأبد. يعني راحت طول ما عايشين ما مننساها. حدا بينسى أهله من بعد رب العالمين، أهله. ما في حدا كله حكي صور، يعني ما شفنا حدا اتحرك معنا". ويعيش كثير من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حاليا في 12 مخيما مبعثرة في أنحاء البلاد في أوضاع تصفها الأممالمتحدة بأنها "مروعة ويرثى لها". وهؤلاء اللاجئون من أبناء عائلات هربت أو أجبرت على الهرب أثناء القتال الذي تزامن مع قيام اسرائيل في العام 1948. وقالت فلسطينية ممن يحيون ذكرى صبرا وشاتيلا ان "حياة الفلسطينيين لم تتحسن على الاطلاق". واضافت سناء سرساوي: "يعني بتعني لنا المأساة لنا 30 سنة كل يوم في مجزرة بفلسطين. أنا جوزي راح. عندي بنتين وكنت حبلى بإبني وراح عمي بالمجزرة. دبحوه وجوز أختي وجيراننا يعني شو مأساة وحزن". وتسببت مجزرة صبرا وشاتيلا في غضب العالم حين وقعت. وخلصت لجنة تحقيق اسرائيلية الى ان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك اريئيل شارون مسؤول عنها بشكل غير مباشر الأمر الذي أجبره على الاستقالة. وبعد وقوع المجزرة تحمل عمال الصليب الأحمر المهمة الصعبة المتمثلة في انتشال أشلاء كثير من الضحايا. وقال الناجون ان "رجال ميليشيا الكتائب استخدموا الجرافات ليغطوا القتلى بالركام وفجروا بمواد ناسفة المنازل المطلة على الشوارع الرئيسية بالمخيم". وقال مسؤولون بالصليب الأحمر ان "بعض الضحايا أجبروا على الوقوف ووجوههم للحائط ثم أطلق عليهم الرصاص. وقتل آخرون بالرصاص الذي أطلق على رؤوسهم من مناطق قريبة".