تسببت " مبادرة كيري" لإنهاء الحرب في اليمن إلى إظهار الخلاف بين الحوثيين وحزب " صالح " إلى العلن بعد تسابق الطرفين على تسلمها وفهمها بالطريقة التي يريد . يرى الحوثيين أن " خطة كيري" كافية لضمان موقع جديد لهم في أي تسوية سياسية قادمة باسم المجلس السياسي الذي يسطرون على غالبيته حتى اللحظة في حين يصر " صالح " وقياداته إلى تناول " مبادرة كيري" كونه طرف حزبي بعيداً عن الحوثيين لضمان نسبة أكبر في أي تمثيل سياسي قادم . وما أن أعلن " كيري" خطته الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن سارع الحوثيون للقاء في " عمان " بمسؤولين في الخارجية الأمريكية بعيداً عن أضواء الإعلام وبتنسيق من الخارجية العمانية التي استقبلت مسؤولين في الخارجية الأمريكية بينهم مساعد جون كيري" " توماس شانون " . من جهة أخرى أدرك " حزب صالح " أن مبادرة كيري قد تمثل مخرجاً للحزب من أي تورط حاصل في الحرب القائمة بحجة أن الحوثيين هم من يديرون السلطة حالياً بشقيها العسكري والاقتصادي بحكم سيطرتهم على مؤسسات الدولة . ويبرهن ذلك انحسار أمل تشكيل حكومة بين الجانبين عبر المجلس السياسي حيث يرفض " صالح " حتى اللحظة تشكيكل أي حكومة مع الحوثيين في ظل الانهيار المتواصل للعملة اليمنية وانعدام السيولة من جهة وقطع الحكومة الشرعية الإيرادات عن البنك من جهة أخرى . وتوجه أعضاء وفد " صالح " إلى " أبو ظبي " و " الأردن " للقاء بمشؤولين في الخارجية الأمريكية وأبدوا ترحيبا كبيراً بالمبادرة مع ضرورة إلحاق إخراج " صالح " من الأزمة الحالية بحصانة دولية . من ناحية ثالثة كشفت تلك الخلافات إلى العلن ماكتبه رئيس تحرير صحيفة " المسار الحوثية " أسامة ساري " مساء أمس الذي هاجم وفد صالح قائلاً " أن الزوكا في الامارات والعواضي في الأردن مؤكداً أن هناك تنسيق سرّي بين المؤتمر والامريكيين لتمرير خطة كيري, حسب قوله . وأضاف " أن تأخير عودة الوفد إلى صنعاء من قبل التحالف السعودي - حسب وصفه - له علاقة بالتحركات التي يقودها أعضاء وفد المؤتمر لإعطائهم فرصة لمواصلة التحرك. وأشار مهاجماً الوفد المؤتمري الموالي ل" صالح " لم تتوقف تحركات المؤتمر عند ذلك حيث أفادت معلومات خاصة ان عضو وفد المؤتمر ابوبكر القربي زار بريطانيا فيما زار العوض الاخر يحيى دويد القاهرة وحمل الاثنان أيضا مهمة تصب في ذات السياق الرامي إلى تمرير خطة كيري. من ناحية أخرى رد الصحفي المقرب من " صالح " " كامل الخوداني " على وفد الحوثيين مهاجماً رئيس الوفد " محمد عبدالسلام " الذي وصفه ب " وكيل آدم في عياله " . وقال " الخوداني " ويعملة في رئاسة الورزاء في صنعاء , حسب نص المنشور مساء الأمس " ان كيري ما جابش المبادره لاعنده ولا ناقشه بها قام يتشرط ساع ام الحريوه مايقبل مبادرات الا عبر الاممالمتحده ولن يقبل مبادره امريكيه وكآن الاممالمتحده بتقودها وتسيرها بوركينا فاسو مش امريكا وبعدين ايش صفتك من شان ترفض او تقبل وهذا الامر عائد للمجلس السياسي والمجلس السياسي اعلن انه سوف يتعامل مع مبادرة كيري بآيجابيه وانت تقفز ترفض يا اخي زعلان على حقك الاتفاقيات بظهران الجنوب قرحت جو صح قول هكذا وهجعنا الدحس. ورد في إحاطة أخرى على " ساري " مؤكداً زيارة أعضاء " وفد صالح " للإمارات والأردن ومصر قائلاً " أن الزوكا والعواضي والقربي وبقية القيادات المؤتمريه بالوفد الوطني لم يذهبو للاكل والرقده بل ذهبو حاملين هم بلد وشعب يجب ايقاف نزيفه ودماره ومن الطبيعي ان يعملو جاهدين للتوصل لهذا عبر كل الطرق الممكنه والترحيب كذالك بآي مبادره او رؤيه تقدم من اي طرف كانت تتضمن حلول ايجابيه ومقبوله تؤدي لرفع المعاناه عن كاهل الشعب اليمني وبما لا يمس سيادة هذا البلد وكرامة شعبه. وأضاف " من يتوهم ان العالم سوف يآتي لتقبيل اقدامه راجياً اياه الموافقه على حل او يتوهم ان الحلول او المبادرات او المقترحات ان لم تكن عبره وبمفاوضات مباشره معه فهي مرفوضه ولايمكن القبول بها ومن يراها ايجابيه ويتعامل معها بمسئوليه فقد فرط بالسياده واعاد الوصايه وكل تلك الشعارات الكذابه الزائفه التي سقطت مباشرةً بمجرد ملامسة اقدام محمد عبد السلام وشلته لتراب ظهران الجنوب , في إشارة لزيارات سابقة قام بها ناطق الحوثيين إلى السعودية . وأظهر " الخوداني " تخوف المؤتمر بشكل ضمني من تشكيل أي حكومة مع الحوثيين تتحمل أي وضع اقتصادي كارثي قائلاً " نحيطكم علماً ان الجيش وعلى مشارف الشهر الثاني بدون رواتب وبعد شهر سينظم القطاع المدني لهم وكلها ثلاثه الى اربعه اشهر بحسب تصريح بن همام لرويترز ويدخل الوضع المالي والاقتصادي مرحلة الانهيار يتبعها انهيار السلطة .