تستعد الكاتبة اليمنية "آلاء جمال الدين" لإطلاق روايتها "منتهاي" التي تعد باكورة إنتاجها الأدبي حيث ترتحل بالقارئ عبر سطورها إلى ضفاف الأدب بقلمها القصصي، الإنساني الذي يروي حكايات الناس وأوجاعهم. آلاء جمال الدين كاتبة يمنية تنحاز للوطن قلباً وقالباً في كل كتاباتها، فهي إبنة اليمن وتنتمي إليه كامل الانتماء بروحها وقلبها وعقلها وجدائلها الطفولية وقلمها الحر، تنشد الحب وتسقي نبتة الحياة في كل وقفةٍ للموت، تؤازر المرأة وتسندها لتقف كتفها بكتف الرجل في صورةٍ تكاملية.
ولدت آلاء في في مدينة صنعاء في إحدى أجمل بقاعها على الإطلاق ويبدو هذا جلياً من خلال وصفها الجميل للطبيعة، الطبيعة التي تعانق الإنسان فتفجر طاقاته الإبداعية والروحية فهي كاتبة أنيقة قلباً وقالباً تأخذك بالحديث إلى زوايا متعددة الأركان والأطياف ولا يمكن أن يمر دون أن يترك في نفس محدِثة بصمة وسؤال ! منتهاي، روايةٌ تتحدث عن تجارب إنسانية وحكايات واقعية، ربما جميلة وربما موجعة، استوحتها آلاء من أعين الناس وملامحهم لتعبر عن كل الحكايات التي رأتها في تلك العيون، فهي عبارة عن لحظات على هيئة كلمات، أضافت عليها شيئاً منها لتزخرف لكم قصة مازال أبطالها يطل عليهم الصباح بسلام حزين. ما بين الحب والحرب رواية الحبيبة التي تختصر الوطن ، والوطن الذي تتوسد على ذراعه بقايا ذكرياتٍ لحبيبة. أما حكاية الحب والحرب فهي رحلة طويلة المدى، رحلة حقيقية تحبس أنفاس القارئ ما بين حاءٍ وباء، ما بين الوجود واللاوجود، ما بين العودة واللاعودة. منتهاي، هي ميناء سلامً لشعب طال نزاعهُ بحرب تبدو وكأنها بلا نهاية هي مرآة أرواح ًصمدت امام حرب وانهكها الفشل في الحب و بين أحرفها سيجد كل يمني نفسه في مكان ما مهما كان إنتمائهُ. تتناول الرواية الكثير من القصص التي إختبأت خلف ستار الحرب وفي قلوب العاشقين.. من فقر وحب ومرض وآمال ودمار..قلوب فُرقت وكَرامات أهُينت.. وجعٌ وصمود وحلمٌ وسكون هي منتهاي كُتبت لتعبر عن أولئك الذين دهستهم الحرب ولم يجدوا من يعبر عنهم. وتتسم رواية منتهاي بلغةٍ شاعرية بحتة ، لغة بعيدة كل البعد عن السرد المباشر ، لا حشو فيها ولا إسهاب ، وتترك للقارئ حيزاً لا بأس به لإعمال الخيال، رواية هادئة كهدوء كاتبتها وتسيطر على المرء من أول كلمة لأخر كلمة.