قال الخبير المالي " ياسر اليافعي " أن اعلان البنك المركزي في عدن عدن، بيع عملة من النقد الاجنبي، وضخها في السوق المحلي، يعتبر مؤشر على تحسن الاداء ورفد خزينته بعملة صعبة ، وبدأ ممارسة فعلية لدوره كبنك مركزي مسؤول عن السياسية النقدية . وقال " اليافعي " أن البنك المركزي في عدن خلال الفترة الماضية يعاني من عدم وجود سيولة بالعملة الصعبة، حيث وصلت المبالغ بالعملة الصعبة بحسب معلومات الى نص مليون دولار فقط هو كل ما يملكه النبك من سيولة بالنقد الاجنبي وتحديداً الدولار . حول أسباب عرض البنك لبيع العملة الأجنبية التي يملكها البنك قال " اليافعي "أن حصول البنك على دعم ومساعدة بالعملة الاجنبية، واصبحت متوفرة في خزائنه، وفي نفس الوقت لا يملك سيولة كافية من النقد المحلي، لدفع الرواتب، لذلك لجأ الى الاعلان عن بيع النقد الاجنبي مقابل حصوله على سيولة من العملة المحلية لتسديد بعض التزاماته . وأكد " اليافعي " أن البنك المركزي في عدن حصل على عملة اجنبية من عملية بيع نفط الضبة، لذلك يريد يدفع رواتب الموظفين من خلال شراء العملة المحلية من السوق المحلي ورفد السوق بالعملة الصعبة، لمواجهة طلبات الرواتب بشكل عاجل خصوصاً مع بروز الاحتجاجات في اكثر من محافظة . وحول تأثير بيع العملة الأجنبية على أسعار الصرف في السوق المحلية قال " اليافعي " بحسب المؤشرات الاولية، مازال دور البنك المركزي في عدن كمسؤول عن السياسية النقدية ضعيف للغاية، في ظل الاوضاع التي تعيشها البلد، وعدم العمل بقانون العرض والطلب، وقوانين القاعدة النقدية، وبسبب تنازع الصلاحيات، وعدم وجود دور فعال للجهاز المصرفي ككل، وكذلك غياب السياسية المالية المسؤولة عنها وزارة المالية. وتابع " أن السوق المحلي في عدن لا يعاني من انعدام الدولار بل الدولار متوفر، ولكن الصعوبة في الحصول على العملة المحلية التي اصبحت مكدسة في خزائن الصرافين، وبالتالي تعطيل الدورة النقدية بشكل كامل . وذكر " اليافعي " في إحاطته على " فيسبوك " أن ضخ المزيد من العملة الصعبة في السوق المحلي لا يغير شي، على العكس تماماً سحب العملة المحلية من السوق وإعادة تدويرها من خلال صرف الرواتب سيساهم في تنشيط الاقتصاد، ومحاولة انعاش عملية دوران النقد في عدن .
وأوضح " اليافعي " أن ما يسمى اذون الخزانة لتي يبيعها البنك المركزي للبنوك المحلية مقابل فوائد تصل الى 15% احياناً هي تهدف بشكل أساسي لسحب النقد من السوق المحلي، الى خزائن النبك اما للحفاظ على استقرار أسعار الصرف، او حتى يستطيع البنك القيام بدوره في الاقتصاد وتلبية احتياجات الدولة من النقد . واختتم إحاطته " أن العملية خلال السنوات الماضية كانت كارثية على الاقتصاد، حيث تلجأ البنوك التجارية الى شراء اذون الحزانة بسبب العائد المرتفع عليها ودرجة المخاطرة 0% وهذا استثمار مغري للبنوك، وجاء ذلك على حساب قيام البنوك التجارية بتمويل المشاريع الاستثمارية، حيث احجمت عن تمويل هذه المشاريع لصالح اذون الخزانة وبالتالي تعطيل دور البنوك التجارية في عملية الاستثمار . وتداول ناشطون اليوم الأربعاء إعلاناً من البنك المركزي في عدن يعرض عملة أجنبية للبيع من المصارف والبنوك المحلية مقابل شرائها بالعملة المحلية .