تشهد مديريات محافظة الحديدة الساحلية موجة جفاف غير مسبوقة، وضعتها في دائرة "خطر المجاعة"، وستترتب عليها نتائج كارثية على المستوى الإنساني. وقالت منظمات محلية إن ما يزيد عن 80 ألف أسرة في قرى التحيتا لوحدها، تواجه شبح المجاعة، فيما تتسع رقعة المعاناة لتشمل باقي قرى مديريات الحديدة، وسط عشرات الحالات من الوفيات. الحرمان من الماء والغذاء يفتك بخلايا العضلات ويبقي الأعضاء الأساسية بالكاد تعمل، وفي هذه الأحوال يصبح انتشار الإسهال والطفح الجلدي، بالإضافة إلى الالتهابات الفطرية وغيرها أمراً مفروغاً منه، وتمسي الحركة مهمة صعبة ومؤلمة جداً وينتهي الأمر بمعظم الأشخاص إلى الموت جرّاء الجفاف، فيما يكون الشعور بالجوع أو العطش أمراً ثانوياً. وقال حقوقيون إن هذه المجاعة تعود لتوقف مصادر الدخل لسكان المديرية الساحلية، والمعتمدين أساسا على مهنة الصيد، وذلك بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عامين. وكشفت صور جديدة نشرتها الناشطة هالة يوسف الشهاري في صفحتها على فيسبوك ورصدها "المشهد اليمني" أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف بمديرية المغلاف شمال المحافظة مشيرة أنها ليست المديرية الوحيدة التي يعاني أطفالها، مضيفة أن جهود الماسحين مستمرة للبحث عن المتضررين من الأطفال والمواطنين وتقديم المساعدة العاجلة لهم. ويعيش سكان الشريط الساحلي في قرى نائية وبعيدة عن مركز المدينة، حيث إن عددا منهم لا يستطيع تحمل تكاليف السفر إلى المدينة، ولا يمتلكون المال اللازم لعلاج أطفالهم بسبب حالة الفقر التي تعصف بهم، فضلاً عن نسبة الأمية في أوساط الأهالي، حيث أن 95% منهم لا يجيدون القراءة أو الكتابة. وكان الخبير الإقتصادي اليمني مصطفى نصر، قد حذرمن كارثة إنسانية تنتظر اليمن بعد ظهور مؤشرات مجاعة حقيقية، في عدد من المحافظاتاليمنية بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ عامين. وقال رئيس المركز اليمني للدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن تقريرًا أعده المركز استهدف محافظاتصنعاء، والحديدة وحجة ومأرب، وتعز وعدن، وحضرموت، كشف عن ظهور مؤشرات مجاعة حقيقية، لا سيما بمحافظتي الحديدة وحجة. ودعا نصر إلى تدخل عاجل من الدول العربية والمجتمع الدولي، عبر إيصال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة إلى اليمن. وطالب بضرورة إيجاد بدائل اقتصادية تديرها الحكومة اليمنية، لصرف مرتبات موظفي الدولة ومساعدة النازحين وإيوائهم. وكانت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، قد أعلنت مؤخرًا، عن وجود ما يقرب من 11 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، منهم 4.8 مليون يواجهون حالة طوارئ. وأكدت المنظمة أن 1.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وأن واحدًا من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد، و850 ألف طفل مهددون بالمجاعة الحقيقة، كما أن أكثر من سبعة ملايين لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية نتيجة إغلاق حوالى 600 مستشفى ومرفق صحي بسبب القصف، أو نقص الوقود.